- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الذكاء اللبناني: يركبون هذا الشعب كما تُركَبُ الدابة

capture-decran-2016-10-29-a-19-18-05نقطة على السطر

بسّام الطيارة

اللبناني ذكي جداً. اللبناني حذق. اللبناني يعرف من أين تؤكل الكتف. اللبناني لا يمكن استغفاله. اللبناني ناجح في كل ما تلمسه يداه. اللبناني … اللبناني … اللبناني…

اللبناني يعتقد أنه عارف بكافة العلوم وخصوصاً علوم السياسة… ولكن اللبناني أبعد من أن يدرك جهله بالحداثة،  الحداثة الحقيقية.

ليست الحداثة التقنية:  فكل لبناني يحمل هاتفاً ذكياً ولديه تلفزيون وحساب وكومبيوتر وحساب فيسبوك وانستاغرام إلخ…

الحداثة بمفهومها الواسع هي التفكير السليم بمستقبل سليم. والمستقبل السليم مبني على مسلمات عديدة قاعدتها حكم سليم يؤمن كافة المقومات لأجيال المستقبل. وللأسف اللبناني بعيد جداً عن هذا الوضع!

غداً أو بعد غد ينزل نواب الشعب اللبناني إلى البرلمان لـ«انتخاب» رئيس جديد للبلاد… عفواً في الواقع لتسجيل اسم الرئيس الجديد في بلاطات البرلمان الهرمة. هذه هي اللعبة الجديدة التي استنبطها الذكاء اللبناني لإيصال ميشال عون إلى الرئاسة.

رئيس هو جنرال سابق يدعي إعادة بناء دولة قوية قوامها الديموقراطية…! ولكن…

أي ديموقراطية هذه حين تكون الممارسة السياسية للوصول إلى قصر الرئاسة مبنية على هذا الشعار «إما أنا أو لا أحد»…وبالتالي يمنع الانتخاب لمدة سنتين ونصف؟  هل يعتبر الرئيس أنه سيكون «منتخباً» يوم الاثنين بعد الظهر؟ هل يرى في هذه القضية ممارسة ديموقراطية؟ يدرك الجنرال أن ما سيحصل هو بعيد جداً عن الممارسة الديموقراطية وأنه يعيد لبنان سنوات إلى الوراء عبر هذه الممارسة. هو يبتعد عن بلاد الأرز التي كانت تنتخب رئيساً بفارق صوت واحد…

الجنرال ومعه كل الساسة في لبنان متواطئون لإبقاء هذا البلد في تلابيب التخلف، لهذا نقول إن اللبناني بعيدً جداً عن الذكاء والحذاقة، وإذا كان هناك من يعرف كيف تؤكل الكتف فهم الساسة الذين يركبون هذا الشعب كما تُركَبُ الدابة. أما اللبناني فهو خانع وسيحاول استعمال ما يعتقد أنه ذكاء لتركيب مخرج تبريري لما يحصل «معه وما يصيبه»…قبل أن يعود إلى فيسبوك والتلفزيون…وتأمل أكوام الزبالة من البلكون…وتوديع أولاده قبل الهجرة.

مسكين هو هذا البلد.