- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

المغربية ليلى سليماني تفوز بـ غونكور … «أغنية هادئة»

capture-decran-2016-11-04-a-04-39-06منحت جائزة غونكور، وهي أعلى وأرقى جائزة أدبية فرنكوفونية، الخميس للفرنسية المغربية ليلى سليماني (35 عاما) عن روايتها “أغنية هادئة”. وتصبح سليماني ثاني مغربية ومغاربية تفوز بالجائزة العريقة بعد الطاهر بن جلون الذي نالها عام 1987 وهو اليوم ومنذ عدة سنوات أحد أعضاء لجنة تحكيم نفس الجائزة.

وتصبح ليلى سليماني من جهة أخرى ثالث عربية تفوز بهذه الجائزة بعد المغربي الطاهر بن جلون واللبناني أمين معلوف (1993).

وكان الجزائري كمال داود في 2014 أحد أبرز المرشحين للفوز بالغونكور عن رواية “مورسولت، تحقيق مضاد”، لكنه لم ينلها في آخر المطاف واكتفى بعد سنة من ذلك بجائزة غونكور للرواية الأولى. ودحض عام 2014 بن جلون اتهامات بحيلولته دون إسناد الغونكور لداود “حتى يظل المغاربي الوحيد الحاصل عليها”. واستلهم داود روايته من كتاب “الغريب” للفيلسوف الفرنسي الشهير ألبير كامو (الحاصل على جائزة نوبل عام 1957). وكامو ولد في الجزائر وكتب عنها أجمل صفحات الأدب الفرنسي.

وكانت السنة الماضية أكاديمية غونكور قد كشفت من متحف باردو في العاصمة التونسية، أسماء المرشحين الأربعة في المرحلة النهائية للجائزة، في محاولة لدعم البلاد التي كانت ضحية اعتداءات إرهابية. وكان بين هؤلاء الأربعة الفرنسي-التونسي هادي قدور مرشحا عن روايته “المتفوقون” لكن آلت الجائزة في النهاية إلى الفرنسي ماتياس إينار عن “البوصلة” التي تبحث العلاقات بين الشرق والغرب.

أما ليلى سليماني فهي تنفر من مسائل الهوية التي تستدرج دائما للحديث عنها فسبق وأن قالت لفرانس 24: “عندما تنشر امرأة مغاربية شابة روايتها الأولى، يذكر الإسلام والهوية والمغرب العربي والهجرة… أردت أن أظهر أن مغاربيا يعيش في فرنسا يحيط أيضا بثقافة عالمية جامعة وليس مجبرا على ذكر كثبان الرمل والجمال والمساجد”.

ولدت ليلى عام 1981 في الرباط من أم ذات أصول فرنسية وجزائرية ومن أب مغربي، وأكدت لنا: “كان والداي يحبان الكتب فنشأنا على تربية تعتبر أن الحرية والجرأة أساسيتان.”. درست ليلى سليماني في المعهد الثانوي الفرنسي في الرباط ثم في معهد العلوم السياسية بباريس وفي المدرسة العليا للتجارة (مع اختصاص في الإعلام). عملت خمس سنوات في مجلة “جون أفريك” ثم استقالت لتتفرغ للكتابة.

علاقات اجتماعية قائمة على السيطرة والبؤس

“أغنية هادئة” هي الرواية الثانية للكاتبة الشابة بعد “في حدية الغول”. والروايتان صادرتان عن دار “غاليمار” للنشر. وسجلت “أغنية هادئة” مبيعات مرتفعة في المكتبات، وهي تروي قصة جريمة قتل طفلين على يد مربيتهما. ورغم هذه الأطوار التي تبدو تابعة لسرد “الإثارة” فإن الرواية تتطرق في العمق إلى العلاقات الاجتماعية القائمة على السيطرة والبؤس. وتضيف ليلى سليماني لفرانس 24 أن عوامل “اقتصادية وسياسية” أيضا تدخل اللعبة، “فلما تضطر امرأة ما، من أجل عملها، لترك أطفالها في رعاية امرأة أخرى ، فهذا الأمر مدهش لأنه يعني ترك أغلى شيء في الحياة لأشخاص مجهولين. وفي البون الشاسع بين المسؤولية الكبيرة التي تتكفل “بها المربية وضعف الاعتراف الاجتماعي بها نوع من الانحراف”.

وفي تصريح لفرانس 24 اعتبر الكاتب والصحفي الفرنسي فيليب لابرو أسلوب ليلى سليماني”موجة تشد القارئ” وشبهه بأسلوب الكاتبة باتريسيا هايسميث والمخرج البريطاني ألفريد هيتشكوك وأيضا المخرج الفرنسي كلود شابرول.

وروايتها الأولى “في حديقة الغول” هي قصة تدور حول إدمان امرأة على تعاطي الجنس خارج حياتها الزوجية. وعلى غرار “أغنية هادئة” لا علاقة لـ “في حديقة الغول” بالروايات الرومنطيقية-الإباحية المبتذلة. فالجنس الذي تطرحه ليلى سليماني قاتم وحزين، وسخ وموجع. والشخصية الرئيسية مدمنة على الجنس ومهووسة على غرار مدمني المخدرات. ووصفت “في حديقة الغول” بالجسارة.

وتفضل سليماني القول إنها باريسية وغير متدينة. لكنها ولدت وكبرت في الرباط فسبق وأن اعترفت لفرانس 24: “شئت أم أبيت أبقى في المغرب “امرأة” و”مسلمة”. لذلك أتحمل مسؤوليتي عندما أكتب عن الحياة الجنسية في بلاد تحرم فيها المثلية والعلاقات الخارجة عن الزواج، ففي ذلك نوع من المجازفة”.
ومنحت جائزة رينودو للروائية والكاتبة الدرامية الفرنسية ياسمينا رضا البالغة 57 عاما عن روايتها “بابيلون” التي تتطرق إلى قصة رجل يخنق زوجته إثر مشادة بينهما.

وتعطي جائزة غونكور دفعا تجاريا كبيرا لدور النشر، إذ أن الكتاب الفائز بهذا التكريم يباع بأكثر من 345 ألف نسخة في المعدل.