- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الحكومة الفرنسية بين مطرقة اللاجئين وسندان المواطنين

stanlingradباريس – «برس نت» (خاص)

أنهت السلطات الفرنسية إخلاء مخيم ستالينغراد في شمال العاصمة الذي ضم حوالي الـ ٣٨٥٢ لاجئاً. وهي المرة الثانية التي يتم بها إخلاء هذه البقعة من الحي الشعبي الباريسي. ويأتي هذا بعد اسبوع من إخلاء مخيم كاليه، ومعظم هؤلاء من الذين تم نقلهم من كاليه إلى شتى المناطق الفرنسية في حين أن رغبتهم هي بالدرجة الأولى الوصول إلى بريطانيا للالتحاق بعائلاتهم. ويتسائل المراقبون «كم مرة يمكن للسلطات أن تخلي هذه المخيمات العشوائية» بانتظار… أن يعود اللاجئون والمهاجرون إلى … كاليه.
إذ  أن هؤلاء اللاجئون جاءوا إلي باريس مباشرة بعد إخلاء مخيم كاليه  وتم إخلائهم قبل يومين … وبعد أقل من ٢٤ ساعة عادوا ليتمركزوا في نفس المكان وفي الشوارع المحيطة.
يبرز هذا انعدام التنظيم والتخطيط وعدم وجود خطة متكاملة لتوطين اللاجئين.

السبب أن فرنسا تعيش اليوم حالة غريبة جدا. فهي دخلت مرحلة انتخابية ذات أجواء غريبة في ظل فقدان الرئيس فرنسوا هولاند شعبيته وكذلك الحكومة.ومسألة اللاجئين تحتل حيزاً كبيراً لدى المواطن الفرنسي لأسباب عديدة ومتناقضة: قسم من المواطنين الفرنسيين يحمل عواطف انسانية تجعله يرفض إهمال اللاجئين على أبواب الشتاء القادم وتركهم يعيشون في العراء والصقيع القادم.
في المقابل هناك قسم من الفرنسيين يخلط بين اللاجئين وبين المهاجرين الشرعيين وغير الشرعيين. يضاف إلى ذلك الخوف الذي سببته الهجمات الإرهابية والتي تم ربطها مباشرة أو بطريقة غير مباشرة بالمهاجرين واللاجئين.
في الأجواء الحالية تريد الدولة إظهار هيبتها وتصميمها على معالجة هذه الحالات.  ولكنها معالجات «ما بين بين» كما يتأففسكاون المناطق المحيطة بالمخيمات العشوائية: أي أنها لا ترضى مختلف شرائح المواطنين كما أنها لا تحل مشاكل اللاجئين.
الدولة الفرنسية مفلسة اليوم والعطالة تصيب نسبة تزيد عن ١٠ في المئة من الفرنسيين  واعترف وزير المال بأن معدل النمو سيكون أقل بكثير من التوقعات. لهذا فإن كل ما تفعله الحكومة لن يلاقي رضا المواطنين.
وأمام هذا الناقص الفاضح في المعالجة فإن الحكومة تحاول تحسين صورة ما تقوم به  فهي مثلاً تقول إن الأرقام المتداولة عن عدد اللاجئين تقارب الـ ١٠٠ ألف وليس ١٠ آلاف. ولكنها بذلك تكشف أن مسألة اللاجئين بدأت تشكل عامل جذب للمهاجرين غير الشرعين الذين باتوا يندمجون مع جموع اللاجئين القادمين من مناطق الحروب بشكل بات الوضع غير قابل للتصنيف.
كما  أن توزيع الاجئين على كافة المناطق الفرنسية لن يحل هذه الأزمة من دون إيجاد عمل لهؤلاء ومآوي ثابتة في مناطق عملهم، ولكن في حال تم إيجاد وظائف لهؤلاء فهذا سيستثير نقمة المواطنين الفرنسيين الذين يبحثون عن عمل  أو وظيفة.