- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

مؤيدو كلينتون العرب يعيشون في عالم افتراضي

capture-decran-2016-11-10-a-08-54-33نقطة على السطر

بسّام الطيارة

حسماً للجدل البيزنطي حول الموقف من فلسطين أيا كان رئيس الولايات المتحدة فهو يعتبر أن اسرائيل حليف استراتيجي لبلاده.

انطلاقاً من هنا فإن المقارنات التي شهدها الإعلام العربي بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب قبل «أم معارك الانتخابات الأميركية» كانت تصب دائما في خانة خيار كلينتون لأسباب عجيبة غريبة بعيدة عن أي منطق لا بل مضحكة في بعض الأحيان.

بادئ دي بدء فإن خطاب ترامب حول منع «الإسلاميين» من دخول البلاد جعل هناك إجماع عربي وإسلامي على نبذه، وحبذاه لو حلّ اجماع مماثل لانتقاد السياسة الأميركية تجاه فلسطين مثلاً. هرج ومرج أعقب هذا التصريح وضوضاء إعلامي غطى على قسم من خطابه حيث أن خطته هي «منع الإسلاميين الإرهابيين من دخول البلاد» (انقر هنا لترى خلاصة تصريحاته حول المسلمين في موقع صحيفة الغارديان). غطى الإعلام الأميركي على تعبير «إرهابي» ولوح بتعبير «الإسلام» كلمة إسلاميين استفزت الجموع وكأن العالم الإسلامي والعربي برمته قد حزم حقائبه ويريد الهجرة إلى الولايات المتحدة.

بالمقابل تصدى «الحمل الوديع هيلاري كلينتون» للدفاع عن المسلمين حول العالم واستدرت كلينتون دموع العرب والمسلمين الذين تناسوا دورها في تأجيج ما يسمى الربيع العرب وقبله بتأييدها للحرب على العراق وهي نزاعات قادت إلى هلاك عدداً من المسلمين يتجاوز عدد الشهداء في كافة الحروب مع اسرائيل وقاد إلى رمى ما يزيد عن مليون لاجئ من العرب والمسلمين خارج أوطانهم ما حعل النكبة نقطة في بحر ما نعيشه اليوم.

حجج مؤيدي كلينتون العرب كانت «أدبية وأخلاقية» وأطرفها هي أن كلينتون تدافع «عن المرأة والمثليين»… مضحكة ومسلية تلك الحجة من مواطني دول التعنيف ضد المرأة وترجم النساء وتمنعهن من قيادة السيارات وتحكم على المثليين بالسجن وتعاملهم معاملة البهائم.

ترامب هاجم الهجرة غير الشرعية وتدفق المخدرات عبر الحدود الجنوبية للبلاد مطالبًا ببناء جدار على الحدود مع المكسيك وهو ما أثار اشمئزاز هؤلاء العرب والمسلمين المؤيدين لكلينتون، في حين أنه يصعب على أي عربي أو مسلم أن ينتقل من دولة عربية إلى أخرى أيا كانت الأسباب، وكأن المخدرات مرحب بها في تلك العوالم.

مواطنون يعيشون في سجن كبير وينظرون إلى كلينتون عبر شباك بعيون القنوات التلفزيونية المتأثرة بالإعلام الأميركي والغربي وبالمنظور الغربي للمجتمع. مؤيدو كلينتون في عالمنا العربي والإسلامي يعيشون في عالم افتراضي يصلهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي ويصور لهم عبر تلك النافذة على العالم أنهم أحرار وأن رأيهم وتأيدهم لكلينتون مؤثر وله وزن في الانتخابات الأميركية. يعتبرون أن مجرد مواكبتهم لـ«الرأي العام الغربي السائد» يعطيهم مقداراً من الحرية الافتراضية.