- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

هكذا اخذ هولاند قراره بالعزوف عن الترشح

hollandeنقطة على السطر

بسّام الطيارة

اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في كلمة متلفزة انه لن يترشح لولاية رئاسية جديدة في انتخابات٢٠١٧. شكل هذا الإعلان مفاجأة لم تفاجئ أحد.

فاستطلاعات الرأي أوصلت شعبيته إلى الحضيض (٤ ٪) يرون أنه غير صالح للحكم، بينم كل الاستطلاعات حول الانتخابات المقبلة أياً كانت الفرضيات لا تعطيه أي أمل في تجاوز المرحلة الأولى في الانتخابات التمهيدية للحزب الاشتراكي …حزبه، أي أن باب وصوله إلى منافسة فيون ومارين لوبن كان موصداً قبل بدء المعركة.

في صباح هذا اليوم المميز، فهي المرة الأولى التي لا يترشح رئيس جمهورية لولاية ثانية، في هذا اليوم عند الظهيرة تسربت معلومات مفادها أن هولاند قد قرر الترشح من خارج الحزب أي من دون المرور بالانتخابات التمهيدية.

لم يأت أي تكذيب من قصر الإليزيه. ولم يكن هذا الاحتمال بعيداً خصوصاً وأن مانيول فالس كان يحاول دفعه نحو …عدم الترشح بتاتاً، ولم يتردد من التصريح بأنه …مستعد.

ولكن بدأت تسريبات تتحدث عن طلب هولاند تجهيز المعدات التقنية لتسجيل خطاب تلفزيوني، فاعتبر البعض أن ذلك لإعلان الترشح من خارج الحزب.

فاختلى الرئيس في مكتبه، ليهتف لثلاث شخصيات هي فالس رئيس وزراءه، المقرب منه جان إيف لودريان وزير الدفاع وستيفان لوفول وزير الزراعة والناطق الرسمي وأحد أبرز المقربين منه، ويبدو أنه وضعهم في سر إعلانه ومضمونه. وكانت مصادر مقربة قد تحدثت منذ اسبوع عن أن الوزيرة سيغولين رويال التي له منها أربعة أولاد والتي خبرت الانتخابات الرئاسية عام ٢٠٠٧، كانت إلى جانب أولاده تحثه على عدم الترشح حفظاً لماء وجه، ودعته لـ«الخروج من فوق».

ألبس هولاند (62 عاما) إعلانه العزوف عن الترشح بجردة كاملة عن كل ما قا به خلال السنوات الأربع والنصف التي قضاها في الإليزيه واستعرض جملة  الإصلاحاته التي قادها واعتبر أنها حسنت الوضع في البلاد. ولكنه شدد على أجواء الإرهاب التي رافقت ولايته وعبّرَ عن ندمه «الوحيد» لأنه اقترح مشروع قانون إسقاط الجنسية، الذي تسبب في نزاع مع مكونات أساسية داخل الحزب الاشتراكي الحاكم ومعه اليسار برمته، وأدى ذلك إلى استقالة وزيرة العدل كريستيان توبيرا المعارضة الشرسة للمشروع. ولكن هولاند لم يأت على التوجهات الاقتصادية التي جعلت ثلاث وزراء يقدمون استقالتهم.

شهدت الأيام الأخيرة النهاية السياسية لكل من الرئيس السابق نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء السابق ألان جوبيه واليوم تمت برمجة نهاية هولاند السياسية، من الواضح أن فرنسا تعيش مرحلة جديدة مرحلة تغيير الطواقم الحاكمة.