- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

باريس تحتفل بـ «عمارة متوسطية»

أوراس زيباوي  (خاص)

على الرغم من أن باريس عاصمة فنية عالمية، فإنّ صالات العرض الخاصة المتخصصة في فنّ العمارة الحديثة المعاصرة تظل قليلة ومنها صالة “غاليري الهندسة” La galerie d’architecture في الدائرة الرابعة، والتي تأسست عام 1999، وهي تحتفي اليوم بالمعمارية الفرنسية كورين فيزوني Corinne Vezzoni من خلال معرض عنوانه “عمارة متوسطية” يضم نماذج وتصاميم للمشاريع التي أنجزتها مع طاقم مكتبها في مدينة مرسيليا حيث تقيم وتعمل منذ الثمانينات.

تعتبر كورين فيزوني اليوم من ألمع المعماريين في فرنسا، وقد نالت العام الماضي جائزة أفضل معمارية وهي جائزة تمنحها جمعية البحث عن العمارة والسكن ARVH بالتعاون مع وزارة الثقافة الفرنسية ووزارة شؤون المرأة. وهنا لا بد من التذكير بأن فن العمارة ظل لقرون طويلة محصوراً في الرجال ولم تبرز بعض الأصوات النسائية إلاّ منذ سنوات فقط، ومنها العراقية الراحلة زها حديد الحائزة عام 2004 على جائزة “بريتزكير” العالمية وهي أرفع جائزة في مجال هذا الفن، وكانت حديد أول امرأة في العالم تفوز بها. وحتى اليوم لم تفز بهذه الجائزة الى جانب زها حديد سوى امرأة أخرى هي اليابانية كازو سيجيما. من هنا فإن التحديات المفروضة على النساء المعماريات كبيرة، والمبدعات في هذا المجال يتركن بصماتهن على مسيرة العمارة الحديثة.

في المعرض المقام حالياً في باريس نشاهد تصاميم لمشاريع متنوعة ومنها مبنى لثانوية ومركز طبي ومعهد هندسي ومركز توثيق وحفظ تابع لمتحف “موسم” الذي افتتح عام 2013 وهو مخصص للحضارات المتوسطية… في جميع الصروح هناك هاجس مراعاة البيئة المتوسطية وعناصرها الطبيعية وأولها الضوء. وتعرف المعمارية كورين فيزوني هذه البيئة المتوسطية بتفاصيلها فهي ولدت في مدينة أرل وأمضت طفولتها في المغرب ثم درست فن العمارة في مرسيليا حيث تقيم وتعمل اليوم كما أشرنا. ويتواجد مكتبها مع شركائها في الطابق السادس من مبنى تاريخي شيده المعماري العالمي الراحل لوكوربوزييه مطلع الخمسينات من القرن الماضي ويعرف باسم “المدينة المشعة” وقد أصبح نموذجاً للعديد من المباني السكنية فيما بعد.