- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

فرنسا: برافو هولاند بَرْمَجَ نهاية الحزب الاشتراكي!

نقطة على السطر

بسّام الطيارة

حصلت امس الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الجزب الاشتراكي لانتخابات الرئاسة بعد ١٠٠ يوم. وصل الاشتراكي اليساري بنوا هامون أولاً وحصل على ٣٦،١ في المئة لينافس في الدورة الثانية الاسبوع المقبل رئيس الوزراء السابق الاشتراكي الإصلاحي مانويل فالس الذي حصل على ٣١،٢ في المئة.

ولكن أيا ً يكن الفائز في الاسبوع المقبل فهو لن يستطيع الوصول إلى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية. استطلاعات الرأي، رغم ما أصابها من وهن بعد أن أخطأت في ما يتعلق بالانتخابات الأميركية والتصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، رغم كل الانتقادات التي وجهت لها، إلا أنها ما زالت تعطي بعض «المؤشرات» على توجهات الناخبين خصوصاً عندما تكون الفوارق كبيرة حسابياً. وحسابياً فإن مرشح الحزب الاشتراكي أياً كان لن يتجاوز الـ ٩ في المئة حسب هذه الاستطلاعات وسيحل خامساً وراء مرشحي اليمين المتطرفة مارين لوبن والكاثوليكي الوسطي فرنسوا فيون و الوسطي المغمور مانويل ماكرون والمدعوم شيوعياً جان لوك ميلاشون.

يفسر هذا الواقع النسبة الصغيرة التي ذهبت إلى صنادق اقتراع الاشتراكيين، فإن ناخبي اليسار كان يدركون مسبقاً بأن صوتهم لن يصل إلى انتخابات الرئاسة.

ولكن هذه الانتخابات التمهيدية والدورة الثانية ستكون بمثابة «ورقة نعي الحزب الاشتراكي» الذي يدين إلى فرنسوا هولاند بانكساره وفرط عقده. هولاند (موجود الآن في …تشيلي) كان سكرتير الحزب خلال عشر سنوات ولم يقدم أي حركة إصلاحية في الاحزب اكتفى بالمنصب، ولكنه «ساهم بإسقاط» أم أولاده الأربعة سيغولين رويال في انتخابات عام ٢٠٠٧ وهو ما بدأ يظهر بعد أن خرجت أسرار هذه الحقبة والانتخابات. ثم وانتخب على أساس برنامج يساري، ولكنه ما صعد درج الإليزيه حتى طبق سياسة يمينية صرفة، وهو ما دفع ثلاثة من المتنافسين أمس (بنوا هامون وأرنو مونتبورغ وفانسان بيون) للخروج من الوزارة، بينما وافقه فالس على هذا التحول الاشتراكي الليبرالي.

واليوم المنافسة بين الليبرالي الإصلاحي فالس واليساري بنوا هامون هي في الحقيقة منفسة على زعامة الحزب وتوجهاته.

أياً تكن النتيجة فإن رؤوساً ستسقط من هيكلية الحزب الإدارية إما أن يربح هامون فيعيد إلى الحزب، بالتعاون مع مونتبورغ الذي دعا للتصويت له، المسار اليساري حسب الموجة الشعبية المتصاعدة في أوروبا (إيطاليا واسبانيا) أو يربح فالس فيحوله إلى حزب ليبرالي كما هو طموحه منذ وصل إلى رئاسة الحكومة. وفي كلا الحالتين فإن انشقاق الحزب هو أمر حتمي نظراً للتباعد الحقيقي بين تطلاعات الفريقين، و… وداعاً للحزب الاشتراكي.

 

.