- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

هجوم متحف اللوفر: هل الإرهابي ذئب منفرد؟

باريس – بسّام الطيارة (خاص)

يرى بعض المراقبين هنا والمتابعون لهجوم اللوفر أن منفذ الهجوم ضد عسكريين أمس الجمعة أمام المتحف هو مختل نفسيا حتى لا نقول مختل عقليا. سيظهر التحقيق جنون هذا الرجل من دون أي شك ولو أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ضمن إشادته برد فعل الجنود قال “لقد منعوا هجوما ذا طبيعة إرهابية ”
العمل هو عمل إرهابي بحد ذاته ولكن هناك بعض المؤشرات على اختلال عقل هذا الرجل المسكين.
١)  صحيح أنه  كتب تغريدات على موقع تويتر قبل الهجوم، أشار فيها إلى تنظيم داعش، وتحدث عن «إخوة مجاهدين في سوريا وكل بقاع الأرض» وحسابه على تلك المواقع كانت ما زالت فاعلة حتى ليلة أمس ما يدل على أنه لم يكن مراقباً «رقمياً» في السابق، وهذا ليس بسبب عجز لدى الأجهزة ولكن لأنه كان خارج إطار حلقات الدعوات الجهادية الداعشية.

٢) أضف إلى أن هذه التغريدات قد نشرت بالعربية يوم الجمعة قبيل دقائق من الهجوم عبر الهاتف الخليوي الذي حمل اسم المتهم «عبدالله الحماحمي».
٣) والأكثر عجباً هو أن المهاجم حمل ساطورين ثم هتف “الله أكبر” وهجم على أربع جنود مدججين بالسلاح اصاب أحدهم إصابة طفيفة قبل أن يصاب بعدة رصاصات تسببت بإصابات خطيرة.
٤) وآخر غرائب هذا الهجوم: هذا الرجل كان يحمل حقيبة ظهر بها عبوات رش طلاء وليس متفجرات، بعنى أنه لربما كان يريد الدخول إلى المتحف الذي يضم العديد من الأعمال الفنية الشهيرة بهدف تخريبي ولكنه يبدو أنه لاحظ عدم قدرة على تجاوز الحواجز الأمن.
لماذا؟ ما هو الدافع ؟ افتراضية «ابتزاز من داعش» هو الأكثر احتمالاً. ولربما بما أنه لا سوابق له على مواقع التواصل مع الجهاديين الداعشيين، طلب منه الاكتفاء بتخريب معلم سياحي كبير مثل اللوفر، وهذا ما يبرر وجود الساطور معه. ويمكن استطراداً القول إنه عندما لم يستطع الدخول قرر «مهاجمة وجرح أحد الجنود»  بشكل يرفع عنه ابتزاز داعش (في حال كان هناك ابتزاز)، ولربما أيضاً اعتبر أن «اعتداء بسيط» سدخله السجن لسنوات قليلة وهذا أفضل من الوقوع في براثن داعش وتفجير نفسه.
كل هذا يدل على أنه ليس من حلقة الذئاب المنفردة فهو يعيش في الإمارات ولا توجد له سوابق، وإلا لما حصل على تأشيرة. فالتحقيقات اليوم لدى الأجهزة الأمنية في الإمارات كما هو الحال في كافة دول الخليج تسبق حصول أي مسافر  من عدد من الدول العربية إلى الأوروبا .
نسمع من مسؤولي الأمن الفرنسيين إشادة بالتعاون بين الأجهزة الأمنية في منطقة العربية وخصوصاً في الخليج ومصر أي الدول المستهدفة في تلك العملية.
سيكون لهذا العمل المجنون تأثير على المستوى السياسي في إطار حملة الانتخابات الرئاسية ويمكن طرح سؤال حول المستفيد من هذا العمل الإرهابي:
اليمين المتطرف بالطبع سيشدد بخلط غريب على الخطر الذي يسببه المسافرون القادمون من الدول العربية والإسلامية بمحاكاة مباشرة لقرارت الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي له مؤيدين في جناح التطرف هنا.
ولكن أيضاً سيسبب إحراجاً لمرشح اليسار الاشتراكي بنوا هامون الذي بنى نجاحه على انتقاد سياسة هولاند المتشددة وخصوصاً قانون الطوارئ وهو برنامج تبناه الخاسر رئيس الوزراء السابق مانويل فالس، وبالتالي سيزيد هذا الاعتداء الإرهابي صعوبة مهمة هامون لم شمل جناحي الحزب الاشتراكي.
وأخيراً سيكون لهذا العمل الإرهابي تأثير مباشر على الاقتصاد الفرنسي عبر بوابة تراجع المدخول السياحي  فالأعمال الإرهابية تتسبب بانخفاض في أعداد الزائرين وسط مخاوف من هجمات المتشددين.