- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

لبنان: مارين لوبن ومسألة ازدواج الجنسية

نقطة على السطر

بسّام الطيارة

قامت رئيسة حزب “الجبهة الوطنية” الفرنسي اليميني المتطرف مارين لوبان، التي تخوض غمار الانتخابات الرئاسية المقبلة بزيارة إلى لبنان حيث التقت بالرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري وشخصيات سياسية أخرى. أسئلة كثيرة طرحت حول أسباب الزيارة، عن تداعياتها، خصوصاً وأن مانيول ماكرون المرشح الوسطي (من خارج نادي المرشحين) للرئاسة سبقها إلى بلاد الأرز. كما أن فرنسوا فيون مرشح اليمين الوسطي زار لبنان في طريقه إلى سوريا قبل أشهر.

لماذا يتدافع المرشحون للرئاسة الفرنسية لزيارة لبنان؟ هل هو بسبب عدد «الأصوات» التي يمكن أن يجلبها حاملو الجنسيات المزدوجة اللبنانية والفرنسية؟

غير معروف هو عدد مزدوجي الجنسية اللبنانية الفرنسية، إلا أن بعض المصادر تقدر عددهم ما بين ٥٠  و٦٠ ألف يعيش قسم صغير منهم في لبنان والقسم الأكبر  في فرنسا وفي … أفريقيا الغربية.

في الواقع إن المرشحين الفرنسيين يخاطبون عبر رحلتهم إلى لبنان مواطنيهم ،يخاطبون اللاوعي الفرنسي الذي يرى في لبنان «الابن المدلل المسيحي» في عودة إلى ما كتبه التاريخ من لويس الرابع عشر الذي استقبل كاهناً مارونياً يطلب الرعاية إلى الجنرال غورو. حتى حرب جورج بوش على العراق كان الاعتقاد السائد لدى الفرنسيين العامة بأن المسيحيين في الشرق يتواجدون فقط في بلاد الأرز لبنان هذه الأرض التي حدثهم عنها المستشرقون كأنها جزيرة في وسط البحر العربي المسلم. بعد حرب العراق «اكتشف» الأوروبيون ومعهم الفرنسيين وجود مسيحيين في بلاد ما بين النهرين… وبدأت الفيز الخاصة بالمسيحيين توزع بسخاء بحجة انقاذهم في حين أن النتيجة كانت إفراغ المنطقة من المسيحيين بعد أن كان الإفراغ قد بدأ في … فلسطين أرض المسيح بنفس الوسيلة … الفيزا السهلة.

مع بدء الثورة السورية وتحولها إلى حرب أهلية اكتشف الفرنسيون ومعهم الأوروببين أن في سوريا مكونات مسيحية…مسيحيون يرفضون الخروج من بلادهم … رغم كل هذا ظل التركيز على مسيحيي لبنان.

بانتظار وصول مرشحين آخرين هنيئاً للبنان بزيارة مرشحة اليمين المتطرف الذي تريد تخيير مزدوجي الجنسية بين التخلي عن جنسيتهم الأصلية أو سحب الجواز الفرنسي منهم. بالطبع هذا البرنامج إن طبق في حال وصولها إلى الإليزيه وفي حال وافق المجلس الدستوري لا يتماشى مع سياسة المطالبين بتوزيع جنسيات لبنانية على المهاجرين وفي مقدمتهم الرئيس اللبناني ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل. ولكن ما سيأتي غداً أمور لا ينظر لها السياسي اللبناني… فللغد حساب آخر.