- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

عبّاس يحسم الجدل: سنتوجه إلى مجلس الأمن

غزة ــ سناء كمال

عباس متحدياً

عباس متحدياً

حسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في خطاب إلى الشعب الفلسطيني الجمعة، الجدل حول التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة أو مجلس الامن الدولي، معلناً أنه سيتوجه إلى مجلس الأمن لنيل العضوية الكاملة للدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران لعام 1967، موضحا أنه سيقدم الطلب إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بعد خطابه في الجمعية العامة في الثالث والعشرين من أيلول/سبتمبر الجاري.
وقال  عباس “نحن نتوجه إلى مجلس الأمن لنضع العالم الدولي أمام مسؤولياته تجاه قضيتنا العادلة، خاصة بعد فشل المفاوضات مع إسرائيل نتيجة تعنت حكوماتها المتعاقبة بتنفيذ الاتفاقات التي توصلنا إليها معها خلال السنوات الماضية، وإصرارها على مواصلة الاستيطان والاعتقالات والاغتيالات وتهويد القدس وتغيير الواقع الديمغرافي فتمنع حل الدولتين”. وأضاف “نحن نريد دولة ديمقراطية تضمن الحريات الفردية والجماعية والالتزام بحقوق الإنسان وحقوق المرأة ونماذج المكاشفة وسيادة القانون”، داعيا إلى عدم رفع سلم التوقعات بإحضار الدولة المستقلة.
وحول مكانة منظمة التحرير الفلسطينية، قال عباس: “ستظل المنظمة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني لحين تحقيق الاستقلال الدائم، تنفيذ حلول جميع قضايا الوضع الدائم وعلى رأسها قضية عودة اللاجئين، وستبقى السلطة العليا”.
وأوضح عباس: “نحن لا نريد عزل دولة إسرائيل أو نزع الشرعية عنها، وإنما سنعزل سياستها والاحتلال”، مشيرا إلى أنه سيعود للتفاوض معها بعد استحقاق أيلول، حول قضايا الوضع الدائم والمتعلقة بالقدس والأمن والمستوطنات والأسرى وحق عودة اللاجئين.
وتطرق عباس إلى الوضع الفلسطيني الداخلي، حيث شدد على أنه لا مصلحة فلسطينية أكثر من تحقيق الوحدة الوطنية وانجاز المصالحة، منوهاً إلى أنه ستستمر المساعي الهادفة إلى تحقيقها، لتكون السلاح الأقوى في وجه من يدعي عدم أحقية الفلسطينيين بتقرير مصيرهم.
ودعا أبو مازن جماهير الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع ودول الشتات إلى تنفيذ فعاليات سلمية، خاصة عند نقاط الالتقاء مع جنود الاحتلال وعدم الانجرار إلى مربع العنف الذي يردونه ويتم تسليط الضوء على السلبيات وترك الإيجابيات. وقال: “نذهب مستمدين القوة من تضحيات شهدائنا الابرار ومن امتنا العربية والاسلامية ومن جميع الدول والعالم المحبة للسلام”، مستذكرا مجزرة صبرا وشاتيلا التي يصادف تاريخها في مثل هذا اليوم واللذي راح ضحيتها العديد من الفلسطينيين الأبرياء.
في هذا الوقت، بدت  حركتا «فتح» و«حماس» وكأنهما حضرتا خطابين متناقضين حول خطاب عباس الليلة، حتى قبل القائه، حيث سارعت كلتاهما في التعقيب عليه، وكالعادة فتح مؤيدة، ونظيرتها حماس مشككة، حتى دون النظر والتأكد من خبايا الخطاب.
وأكد  يوسف رزقة، المستشار السياسي لرئيس وزراء الحكومة المقالة في غزة، أن الخطاب لا يحمل جديداً ولا يوضح بعض الامور الغامضة على المستوى القانوني، منوهاً إلى أنه لم يوضح كيف لن يكون لهذه الخطوة تأثيرا على اللاجئين ومنظمة التحرير خاصة أن قانونيين بريطانيين قالوا إن هذا الخطوة لها تأثير وسلبي على المنظمة واللاجئين.
واعتبر المتحدث باسم حركة حماس، فوزي برهوم، أن توجه الرئيس عباس  إلى الأمم المتحدة خطوة تكتيكية للعودة لمسار المفاوضات مع الاحتلال، والتأكيد على استمرار الخطوات الانفرادية المتعلقة بمصير الشعب الفلسطيني، منوهاً إلى أنه جاء للتنظير والتسويق للمفاوضات فقط. وأكد  أن حركته لن تعطي غطاء لأي خطوة تستند على الاعتراف بالاحتلال أو تنتقص حق من حقوق الشعب الفلسطيني خاصة حق العودة وتقرير المصير.
بدورها، أشادت حركة «فتح» بما جاء في خطاب الرئيس أبو مازن حول الحقوق والثوابت الوطنية، وان منظمة التحرير الفلسطينية باقية حتى الاستقلال الناجز، وتنفيذ الحلول وأهمها قضية اللاجئين، مؤكدة على وقوفها الكامل والشعب الفلسطيني بأغلبيته الساحقة خلف  أبو مازن والقيادة الفلسطينية في توجهاتها الرامية لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة معربة عن ثقتها العالية بقدرة القيادة عن الدفاع عن حقوق شعبنا.