- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

لوبين قابلت جعجع والبطريرك وألغت زيارة المفتي ومؤتمر الصحفي

غادرت رئيسة الجبهة الوطنية الفرنسية ومرشحة اليمين المتطرف للرئاسة الفرنسية مارين لوبان والوفد المرافق بيروت بعد أن أثارت ضجة خلال زيارتها لجامع عائشة بكار ومركز دار الافتاء اللبنانية بسبب رفضها وضع منديل على رأسها لمقابلة المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان.
وجاءت هذه «الحادثة» في نهاية زيارة التقت خلالها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع.
وتقول مصادر مقربة من الوفد الفرنسي أن زيارة دار الافتاء لم تكن مبرمجة فهي لم ترد في البرنامج الذي وزع للصحفيين. ويبدو أن بعض اللبنانيين المقربين من الجبهة الوطنية الفرنسية أسروا في أذن الوفد الرسمي ضرورة زيارة المفتي ليكون هناك توازن مع زيارة البطريرك الماروني. إلا أنه لوحظ عدم حصول أي لقاء مع أي قطب شيعي، فرئيس البرلمان اللبناني نبيه بري موجود في إيران، ولم تصدر أي إشارة عن الرغبة بلقاء نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان.

بعد اللقاء مع  البطريرك الماروني عبرت لوبين عن فرحتها «بلقاء البطريرك والرسالة التي يحملها لجهة تعلقه بالثقافة اللبنانية ودور لبنان الذي يمثل ثقافة السلام» وبعد ان تناولت موضوع النازحين السوريين في لبنان فسرت بأن «العلاقة الوثيقة التي تربط لبنان بفرنسا» هي التي دفعتها للقيام بهذه الزيارة .

ويمكن ملاحظة «انفصام» في مقاربة زعيمة اليمين المتطرف لزيارة لبنان: فهي التقت الرئيس عون المعروف بأنه الحليف الأول لحزب الله الشيعي وكان اللقاء غير برتوكولي وحصل في صالون جانبي وليس في مكتب الرئاسة.
وبعد زيارتها لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري شددت على نقطة خلاف أساسي في عرضها الخاص للمسألة السورية إذ لم تتردد من الإشادة بـ«سياسة بشارالأسد الواقعية»، وهو ما يبدو بعيداً عن تفكير الرئيس الحريري.

وظهر بشكل واضح التباعد في المسألة السورية خلال زيارتها لمعراب حيث التقت جعجع الذي شرح بعد خروجها أنه «أخذ وقتاً لشرح «موضوع بشار الأسد» وشدد على أن «الصورة التي تصل الى الغرب بطريقة غير واضحة ومن دون كامل المعطيات» ووفق مقياس الإرهاب فهو يرى أن «الأسد من أكبر الإرهابيين في سوريا والمنطقة» رافضاً بقاءه على رأس السلطة في سوريا. وهذا بالطبع يخالف رأي لوبين التي شرحت قبل ٢٤ ساعة أنه لا يوجد حل «خارج  الخيار بين بشار الأسد من جهة وداعش من جهة أخرى» وأن خيار بشار« يشكل حلاً أكثر طمأنة بالنسبة الى فرنسا». ومن المعروف أن هذا الموقف هو موقف اليمين الفرنسي من الوسط إلى اليمين المتطرف.

الانفصام ظاهر فحيث أعلنت توافق رؤياها مع الحريري وجعجع حول الإرهاب ظهر خلاف واضح حول بشار الأسد الذي تدعمه لوبين وفي لقاءها مع عون حليف الأسد بان تباين شديد في المواقف العامة وهي لم تسع للقاء أحد في حزب الله الحليف القوي للأسد الذي تدعم بقاءه في السلطة.

ولكن يوم مارين لوبين لم يمر على خير فإضافة إلى «حادثة المنديل» في دار الافتاء فهي ألغت مؤتمراً صحفياً كان مقرراً على الواجهة البحرية لبيروت بعد أن تجمع انصار السجين في فرنسا جورج عبدالله لاستقبالها. وفي وسط بيروت اعتصم «اتحاد الشباب الديموقراطي» للتنديد بزيارتها بشكل عام .