- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

التعذيب في أبو غريب: ما اغفلت عنه عين طوني خليفة

منتظر الزيدي
حين اتصل بي الزميل والصديق (طوني خليفة ) يخبرني بقصة برنامجه. مطالبا اياي تزويده بعدد من اسماء معتقلي ابو غريب سعدت بهذه الالتفاتة منه ، كون قضية ابو غريب يجب ان تبقى حاضرة في كل زمان ،تفضح زيف ديمقراطية امريكا .اتفقنا على اللقاء في استوديو خاص من اجل اللقاء .وهكذا بدات الحلقة قلت كل ما لدي دون خوف او مجاملة ،محاولا تسليط الضوء على جرم التعذيب في العراق، لكن بعض مما قلته لم يبث في الحلقة المسجلة .ولولا معرفتي بالعمل التلفزيوني وضيق وقت الحلقة للحديث عن كل شيء ، لعاتبت السيد( خليفة )على قطعه بعض مما تحدثت فيه .ولكي اكون منصفا فان المقدم استطاع ان يتجرد من كل ميوله ليخرج بحلقة ستزعج الجميع، لاننا كلنا متهمون بأيذاء من يخالفنا في السياسة والرأي (من المحيط الى الخليج) .الحلقة لم تكن استعراضية ولا من اجل الدفاع عن نظام او ادانة آخر .الا انها تبين حقيقة الشخصية الخفية للانسان في عالمنا (القاتل القانوني) الذي قد يكون اخي او صديقك او جارك ,وقد يكون انسانا وديعا ومحب في حياته العامة لكن حين يرتدي قناع السلطة،بعيدا عن اعين واسماع الناس ، وعندما ينفرد بالضحية.هنالك تبرز المواهب (الهتلرية) في التعذيب .ليعود بعد آداء الوضيفة الى شخصيته الطبيعية.
بالعودة الى ما لم يتحمله وقت الحلقة التلفزيونية او وقت البرنامج داخل الاستوديو . ساورد بعضا مما قلته ولم ينشر ومما لم اقله لضيق الوقت
1- ان التعذيب والجلد ليستا الطريقة المثلى لاصلاح المجرمين
2- ليس بالضرورة ان يكون رئيس البلاد (اي بلاد) هو من يأمر بالتعذيب الممنهج .ولو وضع اي شخص الان في الحكم طوني او منتظر او اي شخص اخر لايعني انتهاء التعذيب في السجون. فايقاف التعذيب يحتاج الى منظومة قيمية ورقابة ذاتية واخرى قضائية من خلال كاميرات المراقبة والزيارات الميدانية للمعنيين بحقوق السجناء والاسرى
وحين تحدث الزميل من سوريا شريف شحادة عن التعذيب في السعودية قاطعته اقترحت ان يكون لدينا من يتحدث عن التعذيب في السجون السعودية من ذات البلد لكي يقول كل ناشط ما يتحدث عما يجري في سجون بلاده
4- ان التعذيب  في السجون العراقية لاي معتقل لايتم لانتزاع الاعترافات وحسب بل تسبقه ضغائن واحقاد طائفية وسياسية وبعض الاحيان فكرية . وعلميات التعذيب لاتتم في الاقبية وحسب بل تبدأ حفلات الجلد الصاخبة منذ لحظة اعتقال المتهم من منزله الى وقت جلبه في مخفر الشرطة او ثكنة الجيش حتى ايداعه المعتقل .. وما لفتني في تجربتي مع الاعتقال  وفي زنانة قريبة مني كان هنالك احد اتباع( التيار الصدري ) وآخرون يتم تعذيبهم على يد السجانين التابعين لمكتب رئيس مجلس الوزراء حينها(نوري المالكي) وكنت اسمعهم يرددون بعد تعذيب ضحاياهم  -وكان الوقت عاشوراء- قصائد تستذكر حادثة استشهاد الامام الحسين وتعذيب عائلته على يد جلاوزة يزيد… هذا الامر الذي لم اجد له تفسيرا ولست ادري كيف يستطيع المرء بين لحظة واخرى ان يقفز من حالة الدفاع الوجداني عن مظلوم ، ويعود ليمارس الظلم على شخص قد يكون بريئا او مذنبا . وفي كلا الحالتين ليس من واجبات السلطات الامنية ابراح المعتقل ضربا ولا من واجبات السجانين تعذيب المتهمين . وفي النهاية استذكر كلمة الممثل الانجليزي شارلي شابلن في فيلمه (الدكتاتور العظيم) “ايها الجنود لاترهنوا انفسكم للوحوش,ايها الجنود لاتقاتلوا من اجل العبودية بل قاتلوا لاجل الحرية”