- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

توتر قانوني بين تركيا وأوروبا

رفضت تركيا اليوم (الثلثاء) تقريراً قانونياً أوروبياً يصف التعديلات الدستورية المقترحة فيها بأنها انتكاسة كبيرة للديموقراطية، وقالت إن اللجنة التي وضعته أصبحت مسيسة وإن التقرير لطخ سمعتها.

ودب خلاف شديد بين تركيا هولندا بسبب منع وزراء أتراك من إلقاء كلمات أمام تجمعات قبل استفتاء تركي على التعديلات. وتقول أنقرة إن الإصلاحات مطلوبة لضمان الاستقرار في البلد العضو في «حلف شمال الأطلسي» والذي يعيش فيه 80 مليون نسمة.

وكانت «لجنة البندقية» التي تضم خبراء قانونيين في «مجلس أوروبا» ذكرت الجمعة أن التغييرات المقترحة التي ستعزز كثيراً من صلاحيات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تمثل «خطوة خطرة إلى الوراء» بالنسبة للديموقراطية.

ويقول خصوم أردوغان إن التغييرات ستدفع تركيا في اتجاه حكم الفرد الواحد وستقوض الحقوق والحريات الأساسية. وقال وزير العدل التركي بكر بوزداغ على «تويتر»: «لا قيمة ولا قدر لهذا التقرير السياسي وغير الموضوعي على الإطلاق من وجهة النظر التركية».

وأضاف «بهذا التقرير تتخلى لجنة البندقية عن موضوعيتها وخبرتها وتفقد حياديتها وتصبح مسيسة وتلطخ سمعتها».

وتعطي التعديلات الرئيس سلطة إصدار المراسيم وإعلان حال الطوارئ وتعيين الوزراء ومسؤولي الدولة وحل البرلمان. ويقول أكبر حزبان للمعارضة في تركيا إنها ستزيل القيود والتوازنات أمام سلطة أردوغان.

وقال بوزداغ «انحازت لجنة البندقية لصف لا، في الاستفتاء». وأضاف أن التقرير عكس آراء أحزاب المعارضة التركية، وأن الشعب التركي سيرد على ذلك بالتصويت بنعم في الاستفتاء.

وقالت اللجنة إن لديها مخاوف من مواد تسمح للرئيس الجديد بممارسة السلطة التنفيذية بمفرده «في ظل سلطة لا تخضع إلى الإشراف لتعيين وإقالة الوزراء». وأضافت أن «النظام غير الكافي أصلاً للإشراف القضائي على السلطة التنفيذية» يضعف.

ويقول أردوغان إن التغيير السياسي مطلوب لمواجهة تهديدات أمنية من تفجيرات ينفذها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) والمسلحون الأكراد إلى محاولة انقلاب في تموز (يوليو) راح ضحيتها 240 شخصاً على الأقل.

والرأي القانوني للجنة التابعة لـ «مجلس أوروبا»، المكون من 47 دولة، غير ملزم لتركيا التي انضمت إليه في العام 1950.

وكان الرئيس التركي قال اليوم، إن خلافاً ديبلوماسياً مع هولندا لا يمكن تجاوزه باعتذار وإن من الممكن اتخاذ مزيد من الإجراءات بعد أن علقت تركيا أمس العلاقات الديبلوماسية رفيعة المستوى مع الهولنديين.

وخلال مناسبة في أنقرة، اتهم أردوغان أيضاً المستشارة الألمانية أنغيلا مركل بمهاجمة تركيا بالطريقة نفسها التي استخدمت بها الشرطة الهولندية الكلاب ومدافع المياه لتفريق متظاهرين أتراك خارج القنصلية التركية في روتردام.

وقال أردوغان إن مركل «لا تختلف عن هولندا» ودعا المهاجرين الأتراك إلى عدم التصويت «للحكومة والعنصريين» في الانتخابات الأوروبية المقبلة.