- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

معضلة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

باريس – «بسّام الطيارة» (خاص)
نوع من التحدي حاضر بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي فقد سلمت بريطانيا آلية الخروج من الاتحاد عشية الاحتفال الستين بميلاد الاتحاد الأوروبي بعد ٤٤ سنة في إشارة إلى التاريخ.
الأجواء العامة على ضفتي المانش الضفة الأوروبية والضفة الانكليزية مليئة بمخاوف فعلية أهمها  بعدم التوصل إلى اتفاق في السنتين المقبلتين.
القلق المشترك هو قلق سياسي من طرفي الفراق، أما القلق الاقتصادي فهو لدى لندن أكثر منه بروكسل. إذ أن ٤٤ في المئة من صادرات بريطانيا تذهب إلى الاتحاد الأوروبي، ثم أن راجع سعر العملة يمكن أن يحمل بعض المستثمرين على الرحيل.

القلق السياسي هو مشترك إذ أن فكرة الانفصال لم تعد «تابو»، فها هي اسكتلندا تهدد بالانفصال عن المملكة المتحدة في حين أن البركسيت بات في عقول العديد من الزعماء الأوروبيين خصوصاً في صفوف المعارضات الأوروبية التي تقف على أبواب الحكم. وهنا يكفي النظر إلى برامج اليمين المتطرف في فرنسا واليسار المتطرف وكذلك الأمر في عدد من الدول هنغاريا وبلغاريا وبولندا .

ولكن المثال الاسكتلندي يمكن أن ينتقل إلى اسبانيا حيث كاتالونيا تطالب بالانفصال والبقاء في الاتحاد الأوروبي كما هو حال إيرلندا الشمالية، وهو تهديد لوحدة المملكة المتحدة ولانفراط في تماسك الاتحاد الأوروبي.
وقد بدأ اليوم العد العكسي للانفصال، ويسعى الأوروبيون إلى أن تكون هناك ترتيبات انتقالية لتسهيل عملية الانفصال شرط ألا تزيد عن ثلاث سنوات على أبعد تقدير.
ولكن المملكة المتحدة تسعى إلى أن تبدأ مفاوضات على شروط عامة للتجارة ولانتقال الأشخص ولعلاقات في المستقبل بموازاة التفاوض على الانسحاب ولكن هذا ما يرفضه الأوروبيون.من هنا يبدو أن لندن تسعى للوصول إلى إطار عام ومن ثم وضع التفاصيل وهذا أيضاً ما لا تريده بروكسل
كما يرفض الاتحاد الأوروبي أن تبدأ لندن محادثات ثنائية مع أعضاءه الـ ٢٧ بشكل منفرد قبل مغادرة الاتحاد رسمياً.
السؤال هو في حال “عدم التوصل إلى اتفاق” ماذا يحدث؟ وما هو مصير ٣،٧ مليون أوروبي يعمل ويقيم في المملكة المنفصة؟ وكذلك أمر الـ ٣٠٠ ألف بريطاني في دول الاتحاد، ماذا سيحل بهم؟