- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

المعارضة تتحدى ترامب: لا دور للاسد في أي مرحلة مقبلة

أكدت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية الخميس في جنيف أنها لا يمكن أن تقبل بأي دور للرئيس بشار الأسد في أي مرحلة مقبلة، بعد تصريحات أمريكية مفادها أن إسقاط الأسد ليس أولوية.

وقال منذر ماخوس أحد المتحدثين باسم الهيئة للصحافيين في جنيف “لا يمكن أن تقبل المعارضة بأي دور لبشار الأسد في أي مرحلة من المراحل المقبلة وليس هناك أي تغيير في موقفنا”.

ويأتي موقف المعارضة بعد تصريحات أمريكية الخميس تعد أول المؤشرات حتى الآن على سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة إزاء سوريا.

وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي للصحافيين “أولويتنا لم تعد التركيز على إخراج الأسد” من السلطة، وذلك بعد ساعات من تأكيد وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في أنقرة أن “وضع الرئيس الأسد على المدى البعيد سيقرره الشعب السوري”.

وصرحت هيلي للصحافيين “يختار المرء المعركة التي يريد خوضها .. وعندما ننظر إلى هذا الأمر نجد أنه يتعلق بتغيير الأولويات، وأولويتنا لم تعد التركيز على إخراج الأسد” من السلطة.

وفي تصريحها في البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة والتي ستتسلم رئاسة مجلس الأمن الدولي لشهر نيسان/أبريل، قالت هيلي أن واشنطن ستركز على الدفع من أجل التوصل إلى حل سياسي.

وصرحت أن “أولويتنا هي حقا دراسة كيف يمكن أن ننجز الأمور؟ من الذين يجب أن نعمل معهم لنحدث فرقاً حقيقياً بالنسبة للشعب في سوريا”.

وأضافت “لا يمكننا أن نركز بالضرورة على الأسد كما كانت الإدارة السابقة تفعل. هل نعتقد أنه يشكل عائقا؟ نعم. هل سنجلس ونركز على الإطاحة به؟ كلا”.

وأضافت أنها ستركز على طرق التخلص من نفوذ إيران حليفة الأسد والتي تدعمه في الحرب ضد الفصائل المعارضة.

وأشارت إلى أن واشنطن ستعمل مع أطراف أخرى بما فيها تركيا سعيا للتوصل إلى حل طويل الأمد للنزاع السوري.

وفي ظل إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، شكل خروج الأسد من السلطة هدفا رئيسيا لسياسة واشنطن، إلا أن الرئيس الجديد دونالد ترامب أكد بشكل أكبر ضرورة التركيز على هزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية ” في العراق وسوريا.

ورغم ذلك، تراهن المعارضة السورية على دور أمريكي فاعل إزاء الملف السوري من شأنه أن يساهم في الوصول إلى تسوية سياسية للنزاع الذي دخل عامه السابع، متسبباً بمقتل أكثر من 320 ألف شخص.

وقالت عضو الهيئة العليا للمفاوضات فرح الأتاسي للصحافيين في جنيف الخميس، أن المعارضة تتلقى رسائل “متضاربة” من الجانب الأمريكي، مؤكدة في الوقت ذاته “أننا نتطلع إلى بداية جديدة مع هذه الإدارة وتصحيح الأخطاء الكارثية التي ارتكبتها إدارة أوباما”.

وأوضحت أن المطلوب من الجانب الأمريكي “التعامل بسياسة أكثر حزما في الملف السوري لتحجيم النفوذ الإيراني أولاً والتعامل مع الروس الذين قاموا بسطو مسلح على الملف السوري ثانياً”.

وتعد موسكو وطهران أبرز حلفاء دمشق، وساهم تدخلهما في قلب موازين القوى لصالح القوات الحكومية على جبهات عدة.

وكانت واشنطن تعتبر من أبرز داعمي المعارضة السورية والراعية الرئيسية إلى جانب موسكو لمفاوضات جنيف.

ويشارك ممثلون للحكومة السورية والمعارضة منذ أسبوع في جولة خامسة من المفاوضات برعاية الأمم المتحدة في جنيف، من المقرر أن تنتهي مبدئياً الجمعة.

ويقول محللون أنه لا يمكن توقع الكثير من مفاوضات جنيف قبل أن ترسم الولايات المتحدة ملامح سياستها إزاء الملف السوري من ضمن الاستراتيجية التي تعمل على إعدادها لمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية”.