- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

ثرثرة فوق مضيق هرمز

نجاة شرف الدين

عندما نشرت صحيفة «The Guardian Weekly» على صدر صفحتها الاولى بتاريخ (١٣-١٩ كانون الثاني)، نقلاً عن مسؤولين إيرانيين رسميين، ان «مضيق هرمز سيقفل» وتحدثت عن ان القرار ليس للتهديد فقط، كانت حدة التصعيد في المواقف الاميركية الإيرانية قد وصلت الى ذروتها.
هذه الضجة الإعلامية، التي شهدناها على مدى اسابيع، وتفوقت باهميتها على اخبار الربيع العربي، كانت تنذر بأن شيئاً ما سيحدث على الارض او ان طبول الحرب قرعت ونحن في انتظار الشرارة الاولى، وفجأة ومن دون مقدمات تراجعت حدة المواقف وعادت لغة الحوار لتطرح على الطاولة، لا بل وصل فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى طهران، حتى لو انه استقبل بتظاهرات حملت صور العالم النووي الايراني مصطفى احمدي روشان، وهو واحد من عدة علماء اغتيلوا في ايران، وهتف المتظاهرون متهمين الوكالة بتورطها في مقتله. فما الذي حصل ليغير لغة الحرب ويحولها الى لغة الحوار وهل نحن امام الفرصة الاخيرة قبل الضربة العسكرية؟
المتابعون للشأن الايراني في الصحافة الغربية اعتبروا أن كلا الطرفين، اي الولايات المتحدة وإيران، لا يريدان الحرب، ولكن ومن خلال التصريحات التصعيدية كل اوصل رسالته: «ايران تستطيع ان تقفل مضيق هرمز ولكن اميركا تستطيع ان تفتحه». وفي الحالتين التصعيد سيؤذي الطرفين، خاصة في ظل أزمة عالمية تعيشها اميركا والعالم في حال ارتفاع اسعار النفط مجددا وتأثيراتها على الواقع الاقتصادي العالمي.
كما ان ايران أيضاً التي تعيش في ظل عقوبات اقتصادية انهكتها أضيفت اليها العقوبات النفطية الاوروبية التي تبدأ مفاعيلها في تموز المقبل تعاني من تراجع في عملتها وفي وضعها الاقتصادي الداخلي، يضاف اليها الإجماع الخليجي على اعتبار ان ايران تمثل تهديداً وهي ابدت استعدادها لتغطية اي نقص في النفط في حال إقفال مضيق هرمز.
في الاعلام تراجع الخبر الايراني بعد عرض الطرفين لعضلاتهما، وكان اخر تصريحات  وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا «ان إيران قد تتمكن من تصنيع قنبلة نووية في غضون عام تقريبا إذا ما قررت السعي في هذا الاتجاه، على أن تتمكن بعد ذلك بعام أو عامين من تطوير الصواريخ القادرة على حمل القنابل والرؤوس النووية». وشدد بانيتا، في لقاء مع برنامج «60 minutes»، على أن الولايات المتحدة لا تريد أن تطور إيران سلاحا نوويا، قائلاً «ان ذلك خط أحمر لنا،كما  أنه بالتأكيد خط أحمر بالنسبة للاسرائيليين، وبالتالي فإننا نتشاطر الأهداف ذاتها».
هذه اللهجة التي استعملها بانيتا هل تكون الفرصة الاخيرة قبل الضربة العسكرية ام ان الحملة الإعلامية ادت مفاعيلها وتحولت التهديدات الى «ثرثرة فوق مضيق هرمز».