- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الانتخابات الرئاسية الفرنسية: تحالفات جديدة تغير موازين القوى

نقطة على السطر

بسّام الطيارة

أمس الجمعة في ٢٨ من شهر أبريل/نيسان تغيرت أبعاد الانتخابات الرئاسية الفرنسية. وبعد أن كان من  المتوقع للوسطي «إيمانويل ماكرون» أن يفوز بسهولة فائقة في الجولة الثانية الحاسمة على مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، انقلبت المعايير والحسابات بعد حدثين متتاليين تأتيا من تصريحات خاسرين:

جان لوك ميلنشون زعيم حركة “فرنسا الأبية” واليسار الراديكالي الذي يدرك أن برنامجه الانتخابي اليساري له أوجه شبه كثيرة مع برنامج مارين لوبن اليميني المتطرف، أعلن أنه لن يدعم أيا من مرشحي الجولة الثانية المقررة في السابع من مايو/أيار. وبالطبع هذا يصب لصالح اليمني المتطرف.

وفي نفس اليوم أعلن نيكولا دوبون دى انيان الديغولي التاريخي وزعيم تيار «انهضي فرنسا» عن دعمه المعلن لليمين المتطرف وذلك بعد «توقيع اتفاق سياسي» مع مارين لوبن لبرنامج انتخابي يشمل «بعض التعديلات ويأخذ بعين الاعتبار بعض نقاط برنامجه» حسب قوله.

وقد سبب ذلك صدمة للمراقبين ولمؤيدي ماكرون الذين كانوا يعتبرون أن «الجبهة الجمهورية» وهو الاسم الذي يطلق على مسألة التصدي لليمن المتطرف، ستصب كامل أصوات الخاسرين في جعبة المرشح الشاب، خصوصاً فيما يتعلق بميلانشون الذي هاجم لوبن طويلاً خلال الحملة الانتخابية.

هذه الصدمة نبتت من عدم قراءة متأنية لبرامج ميلانشون ودوبون دى انيان، الشبيهة جداً ببرامج الجبهة الوطنية خصوصاً في مسألة «التصدي لأوروبا» والدفاع عن «القومية الفرنسية»، وبرنامج اليسار الراديكالي هو طبق الأصل عن برنامج مارين لوبن ما عدا في الأمور الاجتماعية وما يتعلق بمسألة اللاجئين والهجرة والمهاجرين. وكذلك الأمر في برنامج «انهضي فرنسا» الذي يدعو لـ«ترشيد دخول المهاجرين» في حين أن مارين لوبن تطالب بـ«إقفال أبواب الهجرة إلى فرنسا». وبالطبع يوجد حل وسطي بين المطلبين هي…القوانين الفرنسية المطبقة حالياً.

التوافق بين التيارات الثلاثة هو «محاربة أوروبا والقوانين الأوروبية» وهو شعور يوحد العديد من الفرنسيين الذين يرون في بروكسل مصدر أزمتهم الاقتصادية وانتشار البطالة.

حدثان غيرا مجرى الانتخابات قد يدفع ثمن ذلك ماكرون «الأوروبي» الذي احتفل بوصول إلى الجولة الثانية وكأنه ربح الانتخابات.

ولكن ما يجري حالياً يأتي ليخفف من تهويل الإعلام وتخويف الفرنسيين من وصول مارين لوبن.إذ أن «هذا التحالف» المعلن من جهة دوبون دى انيان وغير المعلن من جهة ميلانشون يرطب من حدة الاتهامات حول تطرف «الجبهة الوطنية» اليمينية،

وكانت عملية التناطح بين الإعلام ومديري حملة مارين لوبن، قد وصلت إلى أوجها حين قررت «الجبهة الوطنية» اختيار وسائل الإعلام المسموح لها بمتابعة لوبان. فأقصي صحفيين يعملون في وسائل إعلام عديدة من إمكانية الحصول على أي معلومة أو متابعة مرشحة الجبهة الوطنية ميدانيا”، على أساس اتهام لوبن للإعلام «بدعم صريح لماكرون».

بانتظار استطلاعا الرأي في مطلع الاسبوع المقبل ومراقبة «مسيرة عيد العمال» التي عادة تتصدى لليمين المتطرف يمكن القول أن حملة الجولة الثانية دخلت في مرحلة حاسمة لمستقبل فرنسا بشكل عام ودورها في الاتحاد الأوروبي بشكل خاص.