- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

غياب توفيق بكار من مؤسسي الجامعة التونسية الحديثة

باريس- الطيب ولد العروسي (خاص)

يعد المرحوم توفيق بكار (1917- 2017) بشهادة أغلب من عاصروه، بأنه من طلائع نقاد الأدب والأساتذة الجامعيين في تونس، اهتم بالمناهج الأدبية الحديثة مثل البنيوية ودرّسها في الجامعة التونسية لدى عودته من فرنسا حيث أتم دراسته.

يعد أستاذا لأجيال كثيرة من النقاد والكتاب والجامعيين في تونس، ويعتبر من بين الذين أسسوا للحداثة في العالم العربي، كان أستاذا وناقدا وفنانا واهتم كثيرا بالأدب الشعبي، كما كان مناضلا في صفوف الحزب الشيوعي التونسي الذي بقي وفيا له، كتب في مجالات عديدة، كما عرف بمواقفه الشجاعة، وبتواضعه في خدمة العلم والعلماء، مما جلب له احترام زملائه وطلابه

هذا إضافة إلى زاده النقدي المميز في معالجة النصوص والآثار الأدبية، كما ساهم في تركيز الاهتمام بالنقد الأدبي في تونس، وأسس سلسلة “عيون المعاصرة” للرواية، إذ أعاد طباعة روايات وكتب بمقدمات ودراسات مميزة، أصبحت بمثابة مراجع يعتمدها الباحثين والقراء، نذكر منها على سبيل المثال: “موسم الهجرة إلى للشمال” (1966) لـ الطيب صالح، و”الياطر” (1975) لـ حنا مينة، و”المتشائل” (1974) لـ إميل حبيبي، وكان ,,آخر مقدّمة وضعها ,ذلرواية “جحر الضب” للروائي وأستاذ علم الاجتماع التونسي نور الدين العلوي، ترك مجموعة من الأعمال من بينها:   “شعريات”، و”قصصيات عربية”، كما قدّم أعمال محمود المسعدي وصالح ,القرمادي والحبيب السالمي، هذا علاوة عن الأعمال الجماعية والمقدمات التي كتبها لطلبته ولباحثين آخرين.

يرجع إليه الفضل في كونه أحد أبرز مؤسّسي الجامعة التونسية، عمل فيها ستّة عقود متواصلة وأنه بقي حتى آخر أيامه يسعى إلى مساعدة الباحثين وحثهم على الاهتمام باللغة العربية التي تتمتع بخير كبير في البحث وهي خزّان لحضارة عريقة.