- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

فرنسا: مارين لوبان خاسرة …رابحة

نقطة على السطر

بسّام الطيارة

حصلت المناظرة التي كانت مرتقبة بين  إيمانويل ماكرون ومارين لوبان. جاءت نتيجتها لتحاكي استطلاعات الرأي التي تعطي ماكرون رابحاً في السباق الرئاسي. لا أمل لمارين لوبن بالوصول إلى الإليزيه، وتبدو زعيمة الجبهة الوطنية أول الواثقين من خسارتها لذا لم تأبه خلال المناظرة من تجاوز خطوط حمر عديدة لتبدو كمن يخاطب مستقبلاً غير منظور.

كم من المعلومات الخاطئة جاءت خلال المناظرة الرئاسية أهمها تركزت على الاقتصاد ومساوئ الاتحاد الأوروبي، وسن التقاعد. بالطبع هذه ملفات تهم مؤيديها وهم مقتنعون بما تقوله حتى ولو أنها أخطأت. إذا هي كانت تخاطب فريقها الذي يمثل ٢٥ في المئة من الناخبين، ولم تكن تسعى لتحسين حظوظها في سباق الرئاسة.

من هنا يمكن القول إن مارين لوبن ستكون الرابحة الأولى بعد هذه الحملة الانتخابية. لن تدخل الإليزيه ولكنها ستكون «المرشحة التي وقف ضدها الجميع» من أقصى اليسار إلى اليمين. فطروحاتها خلال الأيام الأخيرة كانت مزيجاً من طروحات اليمين واليسار ومزيجاً من شعبوية وطروحات القومية الضيقة.

في الاسبوع المقبل سيدخل ماكرون الإليزيه ويبدأ السعي وراء … أكثرية في الانتخابات النيابية التي تنطلق مباشرة في مطلع الشهر. مع أي أكثرية يمكنه أن يحكم في حين أن ٨٠ في المئة من الأصوات التي حصل عليها جاءت لقطع الطريق أمام لوبن. سيصوت له اليمين والحزب الاشتراكي بشقيه  ونسبة لا بأس بها من اليسار الراديكالي. وهذه الأصوات ستتوزع مباشرة بعد الانتخابات لتعود إلى سياق الانقسامات السياسية التي سبقت بروز ماكرون. وهو إن اعتمد على الاشتراكيين فسيخسر اليمين والعكس بالعكس. الأحد سيصوت هؤلاء لماكرون والاثنين يبدأون بمحاربته.

بالمقابل فإن الجبهة الوطنية ستتوجه إلى قاعدتها الثابتة وبما ان التنافس سيكون بين كافة الأفرقاء الذين تكالبوا لمحاربتها سيكون كل مرشحين الجبهة الوطنية في وضعية إما حسم السباقات النيابية لمصلحتهم أو في وضعية الحكم بين منافسيهم أو سيجبرون اليمين واليسار على التحالف للوقوف بوجههم. ولكن الفارق كبير بين الانتخابات الرئاسية والنيابية حيث يصوت المواطنون لمرشحين يحملون طروحات من الصعب دمجها. ولن يكون التحالف سهلاً كما كان خلال الحملة الرئاسية.

وأخيراً لن يعود مجدياً في الانتخابات النيابية التشديد من كل صوب وحدب على «خطورة وصول اليمين المتطرف إلى الإليزيه» وصورة فرنسا في العالم. وستكرر مارين لوبن في الانتخابات النيابية نتائج الانتخابات المناطقية التي جعلت من الجبهة الوطنية حزب فرنسا الأول وستخرج بوضعية زعيمة المعارضة لماكرون، في ظل ضعف وتفكك كافة الأحزاب «الكلاسيكية».