- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

فرنسا: ماكرون حظاً سعيداً للجولة الثالثة ولمواجهة كل الأحزاب

نقطة على السطر

بسّام الطيارة

جاءت النتيجة كما توقعت استطلاعات الرأي ولم تحدث نتائج غير متوقعة،وفاز إمانويل ماكرون تصويت هدف أولاً وأخيراً هزيمة مارين لوبان مرشحة حزب «الجبهة الوطنية» التي تريد إغلاق الحدود والتخلي عن عملة اليورو وكبح الهجرة، وجعلت اليمين المتطرف أقرب إلى السلطة من أي وقت مضى في أوروبا الغربية منذ الحرب العالمية الثانية.

يعتقد من صوت لماكرون أن مستقبل الاتحاد الأوروبي لم يعد في خطر حقيقي، ماكرون أعلن أنه يريد تحرير الاقتصاد وتعميق التكامل مع الاتحاد الأوروبي وهو يحمل مشروع اقتصادي ليبرالي يمكن أن يدفع بالمواطنين الفرنسيين إلى الشارع بعد غد، رغم أن معظم الأسواق العالمية ارتفعت نتيجة استطلاعات الرأي التي أعطت ماكرون حوالى 23 إلى 26 نقطة مئوية زيادة.

ما ينتظر ماكرون هو نتيجةالحملة الانتخابية التي شهدت سقوط المتصدرين واحدا تلو الآخر فلا يتوقع أي من المراقبين فترة شهر عسل بل فتح معركة جديدة للانتخابات النيابية حيث سيسعى أصغر رئيس سناً يصل إلى سدة الرئاسة. فالذين انتخبوا ماكرون فعلوا ذلك لمنع انتخاب لوبان لقيادة ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو بدلاً من كونهم يتفقون تماماً مع سياسة المصرفي السابق الذي تحول إلى السياسة مدفوعاً من الرئيس السابق فرنسوا هولاند، من هنا تسيته بأنه «بيبي هولاند».

إذا هذا الانتخاب لن يكون شيكاً على بياض لإيمانويل ماكرون ولن تدعمه أكثرية صريحة بل عليه أن «يلهث» وراء الأحزاب الكلاسيكية (الحزب الاشتراكي وحزب الجمهوريين اليميني) للحصول على أكثرية برلمانية تسمح له بالحكم وبتنفيذ ما وعد به. الأحزاب الكلاسيكية تحمل أهداف متناقضة مع بعضها البعض ومتناقضة نوعاً ما مع طروحات الرئيس الجديد.

ناهيك عن أن ماكرون سيجد في مواجهته «الجبهة الوطنية» حزب مارين لوبن الذي رغم الحسارة سيخرج قوياً على الصعيد الوطني كأكبر حزب فرنسي. وكذلك يوجد حزب جان لوك ميلانشون اليساري الراديكالي الذي يحمل طروحات أقرب إلى ذرحات مارين لوبن إذ وضعنا جانبا مسألة الهجرة والمهاجرين.

إذا ماكرون السياسي الفتي يدخل في نفق التفاوض مع سياسيين محنكين يريدون المحافظة على مصالح أحزابهم رغم خسارتهم في الجولة الأولى.