الطيب ولد العروسي (خاص)
رحل العلامة الباحث التونسي محمد الطالبي عن عمر ناهز 96 سنة (1921- 1917)، وهو يعد واحدا من الذين أثاروا الكثير من النقاشات الفكرية، وردود الأفعال في مختلف المؤسسات الثقافية والفكرية، لأنه اعتبر أن ما جاء في القرآن، هو ما يجب الاعتناء به بالتحليل، وليس ما أتي في غيره من الأحاديث والسنة، وكانت هذه الآراء في معظمها تعني تلك الممارسات التي هي بحاجة إلى استخدام العقل الذي تكرر ذكره 20 مرة في القرآن، وإلى الاجتهاد الذي جاء في آيات وصيغ مختلفة تحتل ثلث القرآن، مما يدلنا على أنه مصدر تأملي مهم يشجع على الاجتهاد ويمنحه مكانة مرموقة، وهو غير مهتم به اليوم، حيث عوض بممارسات جاءت فيها آيات قليلة، أو مشكوك في شرحها،
ترك أكثر من 40 كتاب ما بين مؤلف ومترجم وعمل جماعي ومعظمها في الأبستمولوجيا الدينية، نذكر منها على سبيل المثال عمله المهم في “الإسلام في الحوار”، ، و”تأملات مسلم معاصر”، و”مرافعة من أجل إسلام معاصر”، و”مفكر حر في الإسلام”، و”كونية القرآن”، و “تأملات في القرآن: الحقيقة، العقلانية والإعجاز العلمي” الصادر عام 2017، هذا إلى جانب اهتماماته المتنوعة في مجال المتوسط، وفي الديانات المقارنة، حتى أنه ربط الشريعة بالديمقراطية لأنه شرحها في الظروف التي أدت فيها، وفي عدم اجتهاد المسلمين لبلورتها والعمل عليها بشكل موضوعي، ناقش موضوعات مختلفة مثل تحليل الخمر مدللا ذلك بآيات قرآنية، وله رأي في مسألة إرث المرأة ومجموعة كثيرة من المواضيع التي تطرق إليها بجرأة