- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

تونس: استقالة رئيس”الهيئة العليا المستقلة للانتخابات”

أعلن شفيق صرصار رئيس “الهيئة العليا المستقلة للانتخابات” في تونس الثلاثاء استقالته بشكل مفاجئ قبل سبعة أشهر من موعد أول انتخابات بلدية بعد الثورة التي أطاحت مطلع 2011 بنظام زين العابدين بن علي.

وألمح صرصار في خطاب أعلن فيه استقالته، إلى استحالة إجراء الاستحقاق الانتخابي المنتظر بـ”استقلالية” و”حياد”.
وفي مؤتمر صحفي، قال صرصار بتأثّر “صوْنا للهيئة (..) والتزاما بالقسم الذي أديناه عندما تولينا مسؤوليتنا بأن نقوم بمهامنا بكل تفان وصدق وإخلاص، وأن نعمل على ضمان انتخابات حرة ونزيهة، وأن نؤدي واجباتنا باستقلالية وحياد، وأن نحترم الدستور والقانون، فقد قررنا نحن (..) شفيق صرصار رئيس الهيئة، القاضي مراد المولي نائب الرئيس، القاضية لمياء الزرقوني عضو مجلس الهيئة، الاستقالة من مهامنا”.

وأضاف “لقد اضطررنا إلى هذا القرار الذي أؤكد بأنه قرار مسؤول، بعدما تأكدنا أن الخلاف داخل المجلس (مجلس الهيئة) لم يعد مجرد خلاف في طرق العمل، بل أصبح يمس القيم والمبادئ التي تتأسس عليها الديموقراطية”.

وقال صرصار “منذ يوم 10 فبراير (شباط) 2017، وهو يوم التسلّم والتسليم بين الأعضاء المغادرين والأعضاء الجدد (في الهيئة)، تبيّن تعمق هذا الخلاف الحاد الذي سريعا ما أدى إلى توتر الأجواء وإلى مطالبة جزء من المجلس بإنهاء إلحاق (توظيف) عدد من كوادر الهيئة الذين عملوا بكل تفان وكفاءة سواء (في انتخابات) سنة 2011 أو سنة 2014”.

ودعا صرصار مجلس نواب الشعب إلى “أخذ كل التدابير لتعويضنا (استبدالنا) قبل الدخول في عطلة برلمانية”. وأكد مواصلة العمل ” من أجل استكمال الاستعدادات للمسار الانتخابي الذي ما زال يفصلنا عنه سبعة أشهر”.

من ناحيته، قال نبيل بافون عضو هيئة الانتخابات لإذاعة “موزاييك إف إم” الخاصة انه “تفاجأ” باستقالة رئيس الهيئة. وأوضح أن “أغلبية” أعضاء مجلس الهيئة صوّتت يوم 12 نيسان/أبريل الماضي لإنهاء إلحاق (توظيف) “خمسة أو ستة” من كوادر الهيئة وأن “القرار استاء منه شفيق صرصار”.

ودعا نبيل بافون، رئيسَ الهيئة المستقيل إلى “العدول عن هذه الاستقالة” معلنا استعداد مجلس الهيئة “التراجع” عن قرار إنهاء توظيف الكوادر المذكورة.

وقال “كل القرارات يمكن تعديلها في سبيل الحفاظ على وحدة المجلس (..). الوقت غير مناسب (للاستقالة) والمهمة صعبة (..) ولا يجب أن نترك مجالا لتأويلات في غير محلها”.

لكن عضوا آخر في الهيئة، طلب عدم نشر اسمه، أشار إلى أن استقالة صرصار سببها وجود أعضاء داخل الهيئة الانتخابية “يريدون توجيه عمل الهيئة لتحقيق أهداف معينة”.

إلى ذلك، قال موظف بالهيئة طلب عدم نشر اسمه، فور خروجه من اجتماع مع شفيق صرصار عقب المؤتمر الصحافي أن الأخير يرفض أن يكون “شاهد زور”.

وتم استحداث “الهيئة العليا للانتخابات” سنة 2011، بعد بضعة أشهر من الإطاحة بنظام بن علي، ونظمت في 2014 أول انتخابات تشريعية ورئاسية حرة وديموقراطية في تاريخ تونس، أشاد بها المجتمع الدولي.