- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

محاولات لتصفية “فتح” غزة

غزة ــ سناء كمال

يعيش أعضاء حركة “فتح” في غزة حالة من التوتر والترقب للأوضاع الداخلية للحركة، خصوصاً بعد حملة الفصل التي تطال قيادات من الحركة، على الرغم من الاجراءات التنظيمية الواسعة التي تحاول فيها الحركة استعادة قوتها على الساحة الفلسطينية، بعد تصحيح مسارها وإعادة ترتيب وضعها الداخلي.

وأكدت مصادر من الحركة لـ”أخبار بووم” أن المقلق في فصل عضو المجلس الثوري، سمير المشراوي، يأتي في وقت رفعت فيه راية التغيير والإصلاح، وأنه كان الأجدر تعديل مسار سلوكه وليس فصله. وأشارت المصادر أن “التصفية التنظيمية” تضر بالمصلحة العليا للحركة ولا تفيدها، خصوصاً وأن المصالحة الفلسطينية تسير بخطى التنفيذ، ولا يجدر بأن تتفوق “حماس” على الحركة بزيادة الانقسامات داخلها، التي من شأنه إضعافها في الانتخابات المقبلة.

وذكرت قيادات من حركة “فتح” في غزة في تصريحات صحافية أن تلك القرارات الخطيرة هي “تجاوز لنظام الحركة الداخلي”، وهي “استمرار لسياسات الاستهداف”  تجاه حركة “فتح” في قطاع غزة وتحديداً بعد الانقسام الفلسطيني منذ عام 2007. وأكدت أن الحركة بصدد اتخاذ محاولات جادة لتجاوز هذه المحنة التي تعودت عليها الحركة في الآونة الأخيرة، مشيرة إلى وجود توجه لدى قيادة “فتح” في الضفة الغربية لتهميش التنظيم بغزة “بعد أن كانت غزة مركز القرار”.

ويرى المحلل السياسي هاني حبيب أنّ ““فتح”” تعيش مخاضاً داخلياً عنيفاً، لوجود العديد من التكتلات فيها، وبسبب التخندق حول المواقف والأشخاص، وليس على القضايا الوطنية. ويتوقع أن يكون مصير الحركة “مأساوياً لما تمر به من خلافات داخلية، على الرغم من أنها الحركة الأولى التي رفعت الخيار الوطني أمام العالم العربي والدولي”.

من جانبه، أكد القيادي المفصول من “فتح”، النائب محمد دحلان، أن قرار مركزية “فتح” في فصل المشهراوي “قرار متوقع”. وقال دحلان في تعقيب له على صفحته على موقع “فايسبوك” على القرار:”قرار فصل الأخ سمير المشهراوي ما هو إلا من الإجراءات المتوقعة من أشخاص فقدوا ولاءهم وانتماءهم للحركة، وكل همهم تدميرها لتغطية فشلهم السياسي والداخلي”. وأضاف دحلان “أعجبني قول أحدهم… لو أن الحرب التي يخوضها أبو مازن ضدي كانت ضد الاحتلال، لتحررت فلسطين مرتين وأفرج عن الأسرى وعاد اللاجئون”.

وكانت اللجنة المركزية بـ”فتح”، بقيادة الرئيس محمود عباس، اتخذت قرارا بفصل المشهراوي منها، وإنهاء أي علاقة رسمية له فيها، بسبب “عدم التزامه باللوائح الداخلية للحركة، وتهجمه عليها”. وأوضح الناطق باسم الحركة أسامة القواسمي أن فصل المشهراوي جاء بسبب عدم حضوره ست دورات من اجتماعات المجلس الثوري لحركة “فتح”، وأيضاً لتهجمه على الحركة وقيادتها من خلال وسائل الإعلام.

وكان المشهراوي وّجه مؤخراً انتقادات لاذعة للرئيس عباس، قائلا: “منذ أن جاء عباس رئيسًا للحركة والسلطة والهزائم تنهال علينا، خسرنا البلديات والتشريعي وضاعت غزة والأفق السياسي، وفقدت “فتح” روحها الكفاحية والمقاومة وفضائح غولدستون، ووثائق الجزيرة والقائمة تطول”.

وسبق للجنة المركزية لحركة “فتح” أعلنت منتصف حزيران/ يونيو الماضي فصل دحلان من عضويتها، وإنهاء أي علاقة رسمية له بالحركة ومقاضاته بتهمة الفساد المالي وقضايا قتل وأخرى جنائية والإساءة لعباس.