- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

فيسبوك: العرب بين «لايك» و… مرور الكرام

نقطة على السطر

بسّام الطيارة

من نافل القول إن العرب لم يدخلوا «عصر فيسبوك» فحضورهم كثيف وبنفس النسبة التي تشهدها الاحصائيات في العالم. فيسبوك (أو تويتر) العربي قوي بالحضور ويعكس أحوال العالم العربي المشرذم سياسياً والمشتت فكرياً بين السياق الديني والسياق المدني. ولكن هذا طبيعي فمواقع التواصل الاجتماعي هي مرآة المجتمع الذي تنبع منه التعليقات والتغريدات والأخبار والحكايات.

ما يدفعني للكتابة للمرة الثالثة حول فيسبوك هو الشاب «كارتر ويلكنسون» (١٦ عاماً)  الذي غرد يتحدى سلسلة مطاعم أميركية بأنه يستطيع أن يجمع ١٨ مليون تغريدة للحصول على وجبات مجانية لسنة كاملة. حتى الآن تمت مشاركة تغريدته ٣،٦ مليون مرة… ليس ما يهمني هو أن يربح التحدي أم لا. ما اثار انتباهي هو عدد المشاركات.

انتقلت إلى حسابات متنوعة لأرى عدد المشاركات بشكل عام} للمقالات السياسية المهمة تبلغ المشاركات عشرات الألوف للأفراد بضعة آلاف…هذا في مواقع «أجنبية»..

أما عند العرب فلا تتجاوز بضع مئات… لماذا ؟؟ يمكن لأي متابع أن يلاحظ الآتي:

العربي إن كان يعرف الشخص المغرد أو كاتب الخبر أقصى ما يفعله هو «لايك» بسيط سهل هو عبارة عن رسالة «لقد رأيت ما كتبت».قد يعلق أيضاً ببضع كلمات (تذهب عادة في اتجاه ما هو مكتوب).

في المقالات السياسية يقرأ العربي المقالة (في أي لغة كانت) إذا أعجبته وأراد مشاركة أصدقاءه مضمون المقالة، فهو لا يشارك بل يفعل «كوبي أند بيست» (نسخ ولصق) فتنتفي مسألة التواصل بقطع الوصل بين الصحيفة أو الموقع وبين القراء (في بعض الأحيان -نادرا- يذكر الناقل المصدر). كما أنه في ما يتعلق بصورة امرأة جميلة أو لوحة أو منظر أو حتى بالصور الإباحية لا توجد مشاركة يوجد فقط قص ولصق… أو لايك.

من هنا لا عجب أن رواد فيسبوك وتويتر (على سبيل المثال) لهم أعداد قليلة من «الأصدقاء» في معظم الأحيان يمثلون نفس الشلة التي يعرفونها في الحياة اليومية. فباتت مواقع التواصل الاجتماعية للعرب مجرد «حاملة رسائلة خاصة» لا تفيد التواصل ولا الانفتاح على العالم.

فيها «الخوف من المشاركة» من هنا يقرأ العربي ويمر مرور الكرام…

أيضاً: فيسبوك قاتل الصداقات الاجتماعية 

أيضاً: #فيسبوك: «طوّعَ» العرب هذا الموقع فـ…