الطيب ولد العروسي
بعد أن فازت الكاتبة الفرنسية من أصل مغربي ليلي سليماني بجائزة غونكور الفرنسية عن روايتها “أغنية رقيقة “، فها نحن نرى أن دور النشر الفرنسية بدأت تهتم بها، وفي هذا الصدد صدر لها ستة مقالات وخواطر في كتاب بعنوان : الشيطان في التفاصيل” الصادرة في باريس عن منشورات “أوب” وتقع في 64 صفحة، وهي تّتمحور حول موقفها ووجهات نظرها فيما يخص الأحداث الأليمة التي عاشتها فرنسا شهر نوفمبر 2015، إذ تستنكر هذا العمل الإجرامي الذي قامت به مجموعة من الشباب وتبين بأن الإسلام كما مارسه والدها أو جدها وكما تعلّمته لا علاقة له أبدا بهذه الممارسات، كما تتطرق إلى تغيير بعض الشباب المنحرف في المغرب إلى إسلام راديكالي يمنع المرأة من ممارسة حريتها ويجبرها على ارتداء الحجاب، وإلا يصفها بالفاجرة والخارجة عن القوانين الإسلامية، وبالتالي يبدؤون في ملاحقاتها وتعنيفها ، هذا ناهيك عن التغيرات الحاصلة في المجتمعات العربية وما المغرب إلا نموذج لتلك العلاقات المتشابكة والغامضة التي تؤكد عليها الكاتبة في أكثر من خاطرة ومقالة، وهو شيء محيّر ومدهش ومناف لأخلاق الإسلام الحنيف الذي أكرم المرأة ومنحها مكانة مميزة
تتساءل الكاتبة عن هذا التغيير غير الطبيعي، الذي ترك الجهلاء يحكمون في مصير الناس في الأسر والجامعة وفي الإدارة، وبهذه العينات لن يكسب العالم الإسلامي رهان الحداثة ويسهم في منح الإنسان حرية اختياراته في حياته اليومية,
في الحقيقة هي خواطر ومقالات عادية ليس فيها بعدا تحليليا، ولكن هي عبارة عن كتابة ترضي من يهمهم الأمر في الشأن الثقافي الفرنسي، ولعل إبراز صورة الكاتبة في الصفحة الأولى من عنوان الكتاب له دلالات ذات مغازي كبيرة، من ناحية الإشهار وإيصال أفكار الروائية إلى أكبر عدد من القراء، وذلك، لأن كتاباتها، كما يرى البعض بانها تدخل في إطار سياسي وأيديولوجي معين.