- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

أميركا ستسحب أسلحة الأكراد بعد هزيمة داعش

قالت تركيا أمس (الخميس) إن الولايات المتحدة أبلغتها بأنها ستسترد الأسلحة التي قدمتها لـ «وحدات حماية الشعب» الكردية في شمال سورية بعد إلحاق الهزيمة بتنظيم «داعش» المتشدد، وذلك في مسعى على ما يبدو إلى تهدئة المخاوف التركية في شأن الأكراد على حدودها.

وقالت مصادر في وزارة الدفاع التركية إن وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس وعد نظيره التركي أيضاً بتقديم قوائم شهرية بالأسلحة التي ستسلمها واشنطن لـ «وحدات حماية الشعب»، مضيفة أن أنقرة تسلمت بالفعل أول قائمة.

وتعتبر تركيا «وحدات حماية الشعب» امتداداً لحزب «العمال الكردستاني» المحظور الذي يشن تمرداً جنوب شرقي البلاد منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي. وقالت أنقرة إن الإمدادات التي تلقتها الوحدات في السابق وصلت في النهاية إلى أيدي «العمال الكردستاني» ووصفت أي أسلحة تتلقاها هذه القوات بأنها تهديد لأمنها.

في المقابل، تعتبر الولايات المتحدة «وحدات حماية الشعب» حليفاً رئيساً في الحملة العسكرية على تنظيم «داعش» في الرقة، معقل التنظيم الحضري الرئيس في سورية. وانطلقت حملة استعادة الرقة قبل أسبوعين لتزيد الضغوط على التنظيم المتشددة الذي يواجه الهزيمة أيضاً في الموصل وهي معقله في العراق.

وقالت المصادر إن ماتيس أبلغ وزير الدفاع التركي فكري إشيق أن الولايات المتحدة تحتفظ بسجل مفصل لكل العتاد الذي تتسلمه «وحدات حماية الشعب» الكردية وأن جميع الأسلحة ستسترد بعد إلحاق الهزيمة بالتنظيم.

وذكرت المصادر أن ماتيس قال أيضاً لإشيق في الرسالة إن العرب سيمثلون 80 في المئة من القوات التي ستسعى إلى استعادة مدينة الرقة السورية وإن قوات عربية ستسيطر على المدينة بعد استعادتها.

وتوترت العلاقات بين البلدين العضوين في «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب تسليح «وحدات حماية الشعب» على رغم اعتراضات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي طرح الاعتراضات التركية في اجتماع في البيت الأبيض الشهر الماضي.

وقال أردوغان إن تركيا سترد على «وحدات حماية الشعب» إذا شكلت الجماعة أي تهديد لها.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ومصادر كردية أمس، إن تركيا أرسلت تعزيزات تتضمن قوات ومركبات ومعدات إلى منطقة في شمال سورية تقاتل فيها تنظيم «داعش» و«وحدات حماية الشعب».

ولم يعلق المسؤولون الأتراك لكن «المرصد» ومقره بريطانيا، قال إن التعزيزات التركية اتجهت إلى جنوب مدينة أعزاز التي يسيطر عليها مقاتلون سوريون مدعومون من أنقرة، وهي منطقة قريبة من الأراضي الخاضعة لسيطرة «وحدات حماية الشعب».

وفي شأن متصل، أعلن الجيش التركي اليوم، وفاة اثنين من جنوده كانا يعالجان في المستشفى من إصابات لحقت بهما في اشتباكات مع مسلحين في جنوب شرقي البلاد ذي الغالبية الكردية.

وقال الجيش إن «الجنديين أصيبا في أثناء عملية استهدفت مقاتلي حزب العمال الكردستاني المحظور في إقليم بدليس في الجنوب الشرقي»، مضيفاً أن «جندياً آخر يعالج أيضاً في المستشفى».

وذكرت وكالة «دوغان» الخاصة للأنباء، أن حارساً في قرية قتل أيضاً في إقليم سيرت جنوب شرقي البلاد، في اشتباكات دارت الليلة الماضية مع مقاتلين من حزب «العمال الكردستاني».

ويعصف العنف في جنوب شرقي تركيا عقب انهيار وقف لإطلاق النار دام عامين ونصف العام بين الدولة والحزب في 2015.

ورفع «العمال الكردستاني» السلاح في العام 1984 سعياً للحصول على حكم ذاتي، ولقي أكثر من 40 ألف شخص مصرعهم في الصراع منذ ذلك الحين. وتعتبر تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الحزب جماعة إرهابية.