- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

لا حفل إفطار في البيت الأبيض لمسلمي أميركا

قطعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقليدا يعود إلى أيام إدارة الرئيس بيل كلينتون بإقامة حفل إفطار للمسلمين في البيت الأبيض. وقد أصدر البيت الأبيض بيانا يهنئ المسلمين بحلول عيد الفطر مساء السبت.

وجاء في البيان أن “المسلمين في الولايات المتحدة شاركوا أقرانهم حول العالم خلال شهر رمضان الكريم بالتركيز على العبادة وأعمال الخير، والآن هم يحتفلون بعيد الفطر مع عائلاتهم وأصدقائهم، محافظين على تقاليدهم بمساعدة جيرانهم وتقاسم الطعام مع جميع الناس على اختلاف مذاهبهم”.

ويضيف البيان “خلال هذه المناسبة المقدسة، نتذكر أهمية الرحمة والتعاطف والنية الحسنة. وتجدد الولايات المتحدة مع المسلمين حول العالم التزامها باحترام هذه القيم. عيد مبارك”.

أما وزير الخارجية ريكس تيلرسون فقد أصدر بيانا مقتضبا هو الآخر بالمناسبة قال فيه إن “هذه المناسبة تمثل ذروة رمضان، شهر يختبر فيه كثيرون الإلهام عبر الصيام والصلاة والأعمال الخيرية. هذا اليوم يمثل فرصة للتفكير بالتزامنا المشترك ببناء مجتمعات مسالمة ومزدهرة. عيد مبارك”.

هذا البيان القصير يتناقض بحدة مع رسائل المعايدة التي اعتادت إدارة سلف ترامب إرسالها، وكان الرئيس السابق باراك أوباما قد حذر من “تصاعد الاعتداءات الموجهة ضد المسلمين الأمريكيين” وأكد أن “المسلمين الأمريكيين كانوا جزءا من المجتمع الأمريكي منذ نشأته”.

تقليد جذوره تعود لأكثر من قرنين

ويعود أول حفل إفطار أقيم في البيت الأبيض إلى عهد الرئيس الأمريكي الثالث توماس جيفرسون الذي يعتبر أحد “الآباء المؤسسين” للولايات المتحدة الأمريكية، عندما أقام حفل إفطار في كانون الأول/ديسمبر 1805 على شرف السفير التونسي سيدي سليمان ميليميلي خلال النزاع بين الولايات المتحدة وإمارة طرابلس في ليبيا التي تعرف في الولايات المتحدة باسم “حرب الدول البربرية” وتعرف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باسم “حرب السنوات الأربع”.

وقالت الدعوة التي تلقاها السفير للإفطار إن “العشاء سيقدم تماما عند غروب الشمس”، وعدم تسمية الوجبة بالإفطار يثير نقاشات بين طرفي المشهد السياسي الأمريكي حتى الآن، فبينما يرى الديمقراطيون أنها حفل إفطار على شرف السفير، يرى الجمهوريون إنها وجبة عشاء تم تغيير موعدها كنوع من اللياقة، ولكن طبيعة الطعام المقدم لم تتغير.

وبدأ البيت الأبيض بتنظيم حفل إفطار سنوي عام 1996 خلال إدارة بيل كلينتون، وحافظت عليه إدارة جورج بوش الابن التي تعد من أكثر الإدارات الأمريكية محافظة. وحتى بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001، صمم الرئيس بوش على إقامة حفل الإفطار، وأكد خلاله أن الحرب التي يخوضها هي ضد الإرهاب، وليس الإسلام.

وفيما قطع دونالد ترامب هذا التقليد، فإنه توجه برسالة إلى المسلمين يهنئهم فيها بعيد الفطر قال فيها “باسم الشعب الأمريكي، ميلانيا وأنا نرسل تحياتنا الحارة إلى المسلمين الذين يحتفلون بعيد الفطر”، مشيرا إلى أنه “خلال هذا العيد نتذكر أهمية الرحمة والعطف والإحسان”.

وينظر مراقبون إلى امتناع ترامب عن إقامة هذا الحفل السنوي على أنه استمرار لسياسته المثيرة للجدل تجاه المسلمين، التي بدأت العام 2015 بمطالبته بمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، ثم باقتراحه لإقامة سجلات خاصة لمراقبة المسلمين في البلاد، وبعد توليه الرئاسة مع المراسيم الإدارية التي وقعها لمنع دخول مواطني عدد من الدول المسلمة من دخول البلاد، والتي سمحت المحكمة العليا اليوم بتطبيق جزئي لأحدها.