- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

انقلاب في لبنان- الدستور وقلب النظام (٨)

الدستور وقلب النظام

شخصيات الرواية بتسلسل ظهورها:
نريمان: سيدة مجتمع ثرية زوجة مصرفي لبناني
سامي: ضابط عضو في الأركان
جورج: ضابط في الشرطة
حسن: ضابط في الأمن العام
محمد: ضابط سلاح مدرعات
مروان: ضابط في أمن الدولة
فارس: عقيد في الدرك
انطوان: عقيد في فوج المشاة

خارج حلقة الانقلاب
فرانسوا: رجل مخابرات فرنسي
دونالد: رجل مخابرات أميركي

ناصيف: زوج ناريمان
روبير: مخابرات فرنسية مدير العمليات الخارجية
رولان: مدير الأمن العسكري اللبناني
طانيوس: جندي بحري هو مرافق مروان

ليديا: الخادمة الفيلبينية تعمل لدى ناريمان

يمكن العودة إلى الحلقات السابقة على نفس الصفحة

منير: استاذ جامعي (اقتصاد وإحصائيات)
شربل: استاذ جامعي ( سياسة وإدارة أعمال)
بشارة: استاذ جامعي (قانون وحقوق)
جون: فيليبيني زوج داليا يخدم في منزل ناريمان

جلس الجميع ينظر كل منهم إلى الآخرين. نظرات دائرية تنتقل بين المجتمعين وبين التحف الفنية الباقة. سامي كان أول المتحدثين:
– معنا اليوم أربعة أشخاص جدد لهم دور مهم جداً في ما نحن قادمون عليه. لقد تعرفتم على بعضكم البعض فلا ضرورة للتعريف ولكن أود أن أكرر دور الأشخاص الأربعة ودورنا نحن كعسكريين بعد أن توافقنا بالأمس على الخطوط الكبرى، وسنطلب رأيكم وبالطبع موافقتكم.
التفت سامي نحو فارس وسأله:
– أتابع أم تتابع أنت…؟
– لا بأس أكمل إذا تتطلب الأمر أقول لك…
– جيد! أبدأ بالأساتذة وبالدكتور بشارة وهو قانون وضع الأسس القانونية التي سنعلنها في الساعات الأولى. هل لك أن تشرح لنا دكتور المبدأ أو المبادئ التي اعتمدتها؟
أصلح بشارة جلسته وأخرج من جيبه مجموعة أوراق بنية اللون، تعجبت ناريمان من لونها بصوت عال:«غريبة تلك الأوراق…!». أجابها بشارة: «هذه مظاريف قديمة أفتحها وأحولها إلى أوراق خرطوش… أني أكره التبذير».
انفرجت أسارير ناصيف وقال: «لقد كسبت فكرة تسمح لنا بتوفير الأوراق في المصرف… شكراً دكتور».
ضحك الجميع، وتابع بشارة:
– يجب أن يكون الحراك مستنداً إلى الدستور. يعتقد البعض أن كل انقلاب أو ثورة يكن مخالف للدستور لأنه يقلب الوضع القائم، ولكن أي حقوقي ينظر بتمعن إلى الدستور أو القانون الأساسي لحكم البلاد يجد العديد من المنافذ القانونية التي تبرر الانقلاب أو الثورة…
قاطعته ناريمان : «عجيب !» وأضاف ناصيف «القانوني مثل الفاخوري، يركب أذن فحاريات كما يحلو له…». رد بشارة متابعاً:
نعم ولكن القانوني يبني على أساس ما هو موجود لسنا فنانين مثل الفاخوري بيدنا جرة نترتدد أين نركبها… لا عندنا قانون أساسي أي الدستور في طياته محور أساسي هو المحافظة على الوطن، وعملنا يقضي بأن نرى أين توجد مخالفة تخرج النظام عن خط الحفاظ على الوطن… هنا علي أن أظيف أن النظام ليس الوطن.
وتابع: في مقدمة الدستور التي أضيفت بموجب قانون ١٩٩٠ أي ما يسمى بدستور الطائف الذي أقر بعد الحرب الأهلية في المادة الأولى ذكر أن «لبنان جمهورية ديمقراطية برلمانية، تقوم على احترام الحريات العامة». نظر بشارة حوله كأنه يستشهد بنظارت المتحلقين حوله، وقال وهو يهز رأسه :
– إذا توقفنا هنا توجد موجبات لقلب النظام فالحريات لم تعد قائمة، لا أقصد حرية الذهاب والمجيء والسفر والتوجه إلى المقاهي والمطاعم لا أقصد وهذا تفسير أساسي في النظم الدولية، أقصد حرية التعلم والتعليم حرية الطبابة حرية الحصول على أدنى مقومات حقوق الإنسان، بعيداً عن الاستزلام للزعماء.
تنفس عميقا وتابع:
إذا كما كتب في الدستور الحريات العامة وفي طليعتها كما ذكر في نفس المادة «حرية الرأي والمعتقد، وعلى العدالة الاجتماعية والمساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين دون تمايز او تفصيل». ترون أن الدستور اللبناني ليس خرقة ولكنه مخترق. تأملوا تفسير الحريات كم هو تفسير حديث …مودرن… أين العدالة الاجتماعية؟ أين المساواة في الحقوق عندما لا يمكنك التصرف إن لم تكن مدعوماً من زعيم…أين المساواة في الواجبات من دون تمييز عندما لا يدفع الأقوياء الضرائب بينما الضعفاء يأنون تحت وطأها؟ أين العدالة والمساواة عندما تسن القوانين الإجرائية لتراعي الكبار والسياسيين؟
أصدقائي فقط في سطرين من مقدمة الدستور يمكننا أن نستنتح أن أهل النظام يخالفون الدستور. أنا استطيع بموجب هذه المبادئ أن أدافع عن الانقلاب من على أي منبر محلي دولي وإقليمي…
سكت الجميع شرب بشارة رشفة من فنجان الشاي وتابع:
– المادة الرابعة ومازلت أتحدث عن المقدمة تقول حرفياً… نظر إلى أوراقه وتابع: الشعب مصدر السلطات وصاحب السيادة يمارسها عبر المؤسسات الدستورية…
رشف مرة ثانية من فنجان الشاي وابتسم لنفسه، وتابع مشدداً ورافعا سبابة يده اليسرى، الشعب مصدر السلطات، انتبهوا! وصاحب السيادة، انتبهوا! يمارسها عبر المؤسسات …. انتبهوا! الدستورية… ولكن عندما يخرج النظام عن مسلك الدستور كما رأينا أعلاه يعود للشعب أن يوِّم المسار… لأنه صاحب السيادة… تنازل عنها لحكام ولكنهم خالفوا الأسس الرئيسية للدستور أي خانوا الوطن… إذا يحق للشعب أن ينقلب على النظام… قصدي أن يسترد السيادة…
قاطعه ناصيف:
– ولكننا لسنا الشعب… نحن مجموعة صغيرة…!
– نعم من هنا ضرورة قلب النظام والدعوة لانتخابات بشكل مباشر… نكون دستوريين بالواقع وبالقانون.
هنا تدخل فارس:
– الجيش لا يمثل الشعب ولكنه اليد الضاربة للشعب لأنه مؤلف من أفراد الشعب…
(يتبع)