انتظر الجميع أن يجيب الدكتور شربل الاستاذ الجامعي على سؤال حول المجتمع المدني… إلا أن جورج قائد الشرطة سبقه واستلم حبل الحديث. مد يده شربل نحوه كأنه يؤيد ما سوف يقوله جورج. «شكراً !» قال جورج رداً على هذه الحركة وبادر:
– يعلم الجميع أن الحراك المبدني انطلق صيف العام ٢٠١٥ في خضم فضيحة النفايات، وقد حذرت أنا شخصياً الحكومات المتعاقبة من خطورة تراكم قضايا الفساد. وهكذا تحول الحراك المدني شيئا فشيئا إلى سلسلة مطالب اقتصادية ومالية وسياسية واجتماعية.
تنفس قليلاً جورج ولم يستطع أن يمنع نفسه من النظر إلى ناريمان… ثم إلى ناصيف. سبب هذه اللفتة هو التذكير بحراكهما النضالي عندما كانوا في الجامعة…
تابع:
– تذكرون أن الحراك المدني تحول إلى حراك شعبي عام بعد أن باتت التظاهرات يومية أمام مجلس الوزراء أو مجلس النواب.
وفي الأيام الأخيرة تصاعدت وتيرة هذا الحراك ويشارك فيها بعض الأحزاب مما يمكن وصفها اليرم بالمعارضة، الكتائب والوطنيون الأحرار والشيوعيون وجمعيات المجتمع المدني ونزلوا إلى وسط بيروت اعتراضا على فرض ضرائب جديدة وتنديدا بالفساد وهدر المال العام ودعما لإمرار سلسلة الرتب والرواتب.
– معنى ذلك أنه توجد إمكانية أن يصطفوا معنا…! صرخت ناريمان فرحة!
– لا يمكننا أن نعتمد عليهم… ولكن يمكننا أن نقول أن عدداً منهم مثل الجمعيات المدنية يمكن أن … تؤيد شعاراتنا ولكن بالمقابل فإن الأحزاب السياسية … حسب معلوماتنا المستقاة من هنا وهناك … لن يقفوا معنا… لربما يعاروضن تحركنا خصوصاً الشيوعيين والكتائب…
– لماذا طالما سنعمل لتحقيق شعارات يحملونها ويطالبون بها؟
– شيء بديهي: الشيوعيون يكرهون الجيش والانقلابات… الكتائب والأحرار هم دائما مع الشرعية حتى عندما تحشرهم في الزاوية… وبالواقع أنا أحترم موقفهما الواضح.
تردد قليلاً جورج بينا الصمت يخيم على المجتمعين، كل غائص في تفكيره يقلب الاحتمالات… ثم قال:
– رغم ما قيل هنا في بداية هذا الاجتماع وكما تحدثنا في قبرص. فإن العقبة الكبرى ستكون في موقف «حزب الله»… وقبل أن يتكلم أي منهم معترضاً تابع:
– الحزب اليوم في موقع قوي جداً سياسياً ناهيك عن قوته العسكرية، له رأس جسر في الحكومة وهو حليف الرئيس الجديد، فما الذي يدفعه للقبول بتغيير قواعد اللعبة التي يربح من خلالها؟
هنا تدخل رجل أمن الدولة صاحب العلاقات المتشابكة مع كافة القوى السياسية في البلد:
– سأقول لك كيف يمكن ترويض حزب الله…
(يتبع…)