بسّام الطيارة
لا يمكننا إلا أن نتابع مواقع التواصل الاجتماعي جهراً أو خفية. وإذا تمعنا عبر نافذة علاقاتنا الشخصية بما «يكتب» أو ما ينصب من «لايك» أو من «انتقاد» أو «مديح» أو… قراءة صامتة … نستطيع أن نصنف رواد المواقع التواصلية (لنقل فيسبوك) في فئات خمس:
- ١) المثقف-الواعي (ليس بالضرورة أن يكون حامل شهادات… لا عالية ولا متوسطة ولكنه يكون واع لحقيقة ما يحدث حيث يتابع الأخبار والتطورات عبر وسائل ووسائط متعددة ولا يكتفي بموقع فيسبوك لاستنباط بنات أفكاره).
- ٢) الملتزم- الناشط-المتحيز (هو ملتزم بخط مخط ما أي منحاز لجهة من الجهات العربية المتعددة التي جزرت العالم العربي سياسياً ومذهبياً ويكون مندفع للتصدي لكل فكرة لا تتوافق وأفكاره ولا يتردد بمهاجمة الآخرين بكتابات استفزازية ذات نمط واحد لا يتغير يعزف على نفس الوتر ونفس النغمة. لا يقرأ إلا الصحف التي تكتب على هواه ويستقي معظم معلوماته من القنوات التلفزيونية ).
- ٣) المراقب-المتسلي-المختبئ (هو المتابع الذي لا يعلق ولا ينتقد ولا يؤيد، ولا يكون هذا ترفعاً بل في معظم الأحوال يسكن هذه الفئة الخوف والجبن من المجاهرة بأفكارهم، وجل ما يمكن أن يفعله هو وضع لايك لنص أو صورة وضعها صديق له شرط أن تكون محايدة سياسياً ومفعمة بالمزاح أو خفة الدم الظاهرة)
- ٤) الاجتماعي-المنفعي-النرجسي (هو الذي يستعمل فيسبوك لنشر أخباره ضمن حلقة علاقاته الشخصية : مطاعم وسياحة ونجاح بالامتحانات أو صور الأولاد وأخبار العائلة أو البيسين أو السيارة الجديدة إلخ…، يتابع عادة الأخبار السياسية ضمن الفئة الثالثة)
- ٥) التواصلي-المفيد (وهو الذي يضع على حائطه كل ما يعتقد أنه مفيد للآخرين، يدخل في هذه الفئة، في بعض الأحيان، أفراد من المجموعات الأربع السابقة)
لكن الفئة الأولى والثانية تنقسم إلى مجموعات:
- ١) المثقف-الواعي ينتمي إلى مجموعتين: إما أن يكون في بلده (أي في العالم العربي) أو في الغربة، وتختلف هنا المقاربة حسب مكان جوده، فإذا كان في الغربة فهو يشرح نظرياته استناداً إلى ما يراه ويراقبه في محيطه «الأجنبي»، فيبدو ما يكتبه بعيداً جداً عن الوقائع على الأرض وفي حال تتطرق إلى حقل السياسة يأتيه الجواب وهو في معظم الأحيان نقدي من الفئة الثانية. أما إذا كان في العالم العربي فهو في معظم الأحيان يتردد بالكتابة والتعبير عن رأيه حتى لا يقع في فخ الفئة الثانية.
- ٢) الملتزم- الناشط-المتحيز: هذه الفئة تنقسم إلى عدة مجموعات حسب مناطق تواجدها في العالم العربي وفي كل مجموعة فريقان يتواجهان على سبيل المثال: إما ضد إيران أو مع إيران، إما مع السعودية أو مع قطر، إما مع النظام السوري أو ضد النظام السوري، إما مع خزب الله أو ضد حزب الله، إما مع السيسي أو ضد السيسي، إما مع المتدينين أو ضد المتدينين، إما مع العلمانية أو مع الدين، إما مع الغرب أو ضد الغرب إلخ…
من نافل القول إنه يمكن إضافة فئات أخرى إلى هذه الخطوط العريضة ويمكن إيجاد تقسيمات أكثر دقة ولكم هذه الفئات الخمسة يمكن تمييزها بسهولة.