- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

رستم حيدر: ابن بعلبك اللبناني وزير عراقي

رستم حيدر بالعقال البعلبكي مع الأمير فيصل في باريس

منتظر الزيدي

من هو اللبناني (ابن بعلبك) الذي شغل وزيراً في العراق 4 مرات ؟حول العملة العراقية من (الروبية )التي وضعتها بريطانيا الى الدينار العراقي .وكيف تنبأ بالحرب العالمية الثانية ؟وكيف اغتيل في مكتبه في وزارة المالية
وكيف جاء الوزير رستم حيدر لبناني ابن (بعلبك) مع الملك فيصل الاول من سوريا ولماذا عينه رئيساً للديوان الملكي ثم وزيرا للمالية في ثلاث حكومات ومنصب وزير المواصلات ؟

يعد رستم حيدر من رجال الفكر والسياسة والعلم على المستويين الوطني والقومي* وشغل رستم حيدر رئاسة الديوان الملكي في العراق في عهد الملك فيصل الاول وولده الملك غازي وهو شخصية مهمة في تاريخ العراق السياسي الحديث .
له دور كبـــير في الحــركة العربــيــة بتأسيسه جمعية (العربية الفتاة). انتهت حياته بصورة مفاجئة ومؤلمة برصاصة مفوض شرطة وهو في منصب وزير المالية وكان رستم حيدر يومها في الحادية والخمسين من عمره وقيل ان اغتياله بايعاز من السفارة البريطانية في بغداد .ففي تقارير سرية عن رستم حيدر من قبل السفارة البريطانية آنذاك معنونة الى وزارة الخارجية البريطانية تحدثت عن شخصية حيدر من حيث مظهره الجسماني وصفاته العسكرية وكفاءته العقلية وخشية البريطانيين من حسه القومي ورفضه للهيمنة الاستعمارية على البلد الذي منحه جنسيته
جاء حيدر مع الملك فيصل عام 1920 ونصبه رئيسا للديوان الملكي ، والحداثة وفطنة حيدر عينه فيصل وزيرا للمالية وهو صاحب فكرة استقلال عملة العراق عن الاستعمار الذي فرض عليه عملة الروبية فحولها الى الدينار العراقي وبقي يتسنم الوزارات حتى وقت اغتياله عام 1940 واتهمت وقتها الدولة الألمانية بتدبير الاغتيال لكن هنالك من يذهب الى مصلحة بريطانيا من تدبيره وعلى اثر اغتياله استقالت الحكومة العراقية برئاسة نوري السعيد وأعلن الحداد الوطني ودفن في المقبرة الملكية الخاصة تثمينا لدوره وإخلاصه . كان يكره الهيمنة الاستعمارية الأوربية وجاء في مذكراته التي تركها
برأيه في سياسة اوروبا فيقول “لا يمكن الاتكال على اقوال حكومة اوروبية في المسائل السياسية لان سياستها ستتبدل حسب قوتها ومنافعها فلا عهد ولا ذمة. نسأل الله ان يرميهم (بحرب ثانية ) في ديارهم رأفة بالعالم”.
لقد استجاب الله لطلب رستم حيدر وحقق له امنيته فنشبت الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945) ودمّرت اوروبا نفسها بنفسها .الغريب ان نجد في بلده الام شوارع باسم المستعمرين ومدنهم وحكامهم لكننا لا نجد شارعاً صغيراً باسم رستم حيدر .