عماد خياط
الأزمة الراهنة في الخليج مع دولة قطر تعكس إحتقانا غير مسبوق في العلاقات بين ٤ من دول مجلس التعاون …إحتقان يبدو أنه ناجم عن تراكمات كثيرة بين قادة هذه الدول لعله على الزعامة والنفوذ أو على شيء آخر ما يدفع الى الاعتقاد ان المجلس يواجه ازمة وجودية …في ظل التصعيد المتبادل قد لا يكون مناسبا او عقلانيا ان يقف المرء مع طرف ضد اخر فكلهم في ما وصلوا اليه مسؤولون… ولئن كان من الطبيعي بفعل إستمرار الأزمة أن يتبادل المسؤولون الرسميون الاتهامات والانتقادات والعمل على تحميل كل طرف للاخر مسؤولية الوصول الى هذا التصعيد يبدو مسيئاً، أكثر من استمرار هذه الازمة ،إنغماس عدد من الكتاب والمحللين في تلك الدول في حملات التخوين المتبادلة ومنهم من يغالي في اتهاماته متجاوزا قادته بكثير كما تشهد بعض القنوات .
ألا يدرك هؤلاء أنه في السياسة لا عداوات دائمة؟
غدا او بعده وربما بعد أشهر قد يشهد هذا النزاع حلا ( ربما على قاعدة تبويس اللحى التي عوّدنا عليها القادةالعرب الأفذاذ) وبالتالي ماذا سيكون عليه موقف هؤلاء الكتاب والمحللين الذين يستفيضون حاليا في الردح والشتم والتخوين؟ من المؤكد أنهم ” سيعودون الى رشدهم” وسيعودون للتهليل والحديث عن وحدة البيت الخليجي..كيف سيبررون حينها انعطافتهم بعد انسياقهم الحاد وراء مواقف قادتهم منطقية كانت أم لا أحاول أن أتخيّل موقف هؤلاء وهم في حضرة الكبار حين سيجتمعون مجددا ..