- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الجيش السوري يطوق البوكمال على حدود العراق

تمكّن الجيش السوري وحلفاؤه الأربعاء من تطويق البوكمال قرب الحدود العراقية في شرق البلاد والتي تعد آخر المدن التي لا يزال يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن الجيش السوري سيطر “على مساحات جديدة في محيط مدينة البوكمال” في محافظة دير الزور.

وأشارت إلى أن “وحدات الجيش والقوات الحليفة أحكمت الطوق على أوكار إرهابيي داعش في مدينة البوكمال بشكل كامل وبدأت عمليات مكثفة لاجتثاث آخر بؤرهم من المدينة”.

وأوضحت سانا أن الجيش السوري حقّق “تقدماً جديداً باتجاه اجتثاث ارهابيي داعش من الضفة الشرقية لنهر الفرات”.

وتقع البوكمال على الضفة الغربية للنهر الذي يقسم محافظة دير الزور إلى قسمين.

وقال مصدر ميداني من القوات الحليفة للجيش السوري لفرانس برس إنّ “قوات كبيرة من حزب الله (اللبناني) تقدمت لتصل إلى أطراف جنوب البوكمال، ثم عبر جزء منها إلى الجهة العراقية بمساعدة من قوات الحشد الشعبي العراقي لتلتف حول البوكمال وتصل إلى أطرافها الشمالية”. ويشدد الحشد الشعبي على أن قواته لم تدخل الاراضي السورية.

وانكفأ تنظيم الدولة الإسلامية خلال الأيام الماضية إلى مدينة البوكمال التي من المتوقع أن تشهد آخر أهم المعارك ضد الجهاديين بعدما خسروا غالبية مناطق سيطرتهم في سوريا والعراق.

ولفتت سانا إلى أن التقدّم الأخير باتجاه البوكمال “تحقق بعدما التقت وحدات من الجيش وحلفائه مع القوات العراقية عند الحدود بين البلدين” وتم عبر هذا الالتقاء “عزل مساحات واسعة ينتشر فيها داعش” بين الدولتين.

وتقدمت القوات السورية باتجاه البوكمال، التي تقع على الضفاف الغربية لنهر الفرات، آتية بشكل اساسي من المحور الجنوبي.

سيطر تنظيم الدولة الإسلامية منذ صيف 2014 على أجزاء واسعة من محافظة دير الزور الحدودية مع العراق وعلى الاحياء الشرقية من المدينة، مركز المحافظة.

إلا أنه على وقع هجمات عدة، خسر التنظيم المتطرف خلال الأسابيع الماضية الجزء الأكبر من المحافظة، وطرد بشكل كامل من مدينة دير الزور، مركز المحافظة.

ورغم أن مدينة البوكمال أصغر من دير الزور، لكن من شأن طرد تنظيم الدولة الإسلامية منها أن يُفقده آخر معقل له في سوريا.

وأجبرت المعارك المستمرة باتجاه البوكمال منذ أسابيع نحو 120 ألف شخص على النزوح من المدينة، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

ورغم الخسائر الميدانية الكبيرة خلال الأشهر الأخيرة، لا يزال التنظيم المتطرف يحتفظ بقدرته على الحاق اضرار جسيمة من خلال هجمات انتحارية وتفجيرات وخلايا نائمة.

ويسعى العديد من المدنيين الذين وقعوا فريسة العنف، إلى الفرار من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية، حتى إنّ بعضهم يتوه في المناطق الصحراوية حيث تنعدم الاتصالات، وفق عبد الرحمن.

وذكرت منظمة “سيف ذي تشيلدرن” الانسانية ان “نحو 350 ألف شخص بينهم 175 ألف طفل عرضوا حياتهم للخطر خلال الأسابيع الأخيرة من اجل إيجاد ملاذ والهرب من تصاعد العنف في دير الزور”.

وتسبّب النزاع السوري منذ اندلاعه في آذار/مارس 2011 بمقتل أكثر من 330 الف شخص ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.