- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

قسيسة في لقاء حواري:” نسعى إلى ما دعا اليه المسيح… السلام”

بيروت – ديانا الزين (خاص)
“إن كل علاقة في المجتمع مع البعيد ومع الاخر الذي لا اعرفه هي علاقة تحد”جان ماري- مولر. وفي ظل التحديات الكثيرة والمتسارعة في عصرنا الحالي، يسعى البعض الى خوض تلك التجارب، لايجاد ميناء ترسو عليه المجتمعات بهدوء وسلام. لذا، وكعادته، أقام منتدى التنمية والثقافة والحوار، لقاء يمكن تسميته بالحضاري ،الايجابي، والرؤيوي لما تخلله من كلمات هادفة للإلتقاء مع مجتمعات مختلفة الثقافات والديانات ، لكن بوصلتها الأساسية هي الإنسانية.
وفي مطعم الساحة كان اللقاء، يوم السبت الماضي في 12-11-2017 للمنتدى، مع المؤسسة الكنسية دان ميشيون، برئاسة قسيستهاالسيدة أغنيت هولمز.
إبتدأ اللقاء بكلمة ترحيب من رئيس المنتدى، القس الدكتور رياض جرجورة، ومن ثم ابتدأ الشيخ حسين شحادة الكلمة الأولى، كلمة السيد علي فضل الله. وقد اعتبر شحادة أنه من المفروض أن يكون الدين مصيرا للمعذبين والمضطهدين في الأرض، وليس كما تحول الآن إلى متواطيء مع طوابير المال والسلطة، مما انعكس سلبا على قضيته الجوهرية. ففي المشهد الديني المسيحي العالمي، يرى شحادة أن المسيحية أصبحت مسيحيات، يغالب بعضها بعضا، والإسلام إسلامات.
والمطلوب هو الوعي والمسؤولية من الطرفين، أي الكنائس والمرجعيات لمواجهة المشكلات التي تعترض الحوار، وبالأخص تلك التي لها علاقة بالإرث التاريخي كمجازر الأرمن والسريان وما إلى ذلك. واختتم بالعودة الى ميثاق الفاتيكان في القرن الماضي، ووثيقة الأزهر الشريف في القرن الحاضر، وأهمية مبادرات رئيس دان ميشيون حول وثيقة السلم الأهلي. يجب أن نكون الضمير والبوصلة لتصحيح الخطأ المتوارث.
أما الشيخ أبو زيد من صيدا، فاعتبر أن التعايش هو خيار ذكي لما يحمله من تعاون ومعرفة للآخر ودعم نفس الأخلاقيات. لذا، علينا دعم الحوار عموما، وإضافة إلى الحوار الإسلامي- المسيحي، نحن نحتاج إلى حوار إسلامي-إسلامي.
ورأى الشيخ زياد الصاحب ، رئيس جمعية الفتوة الإسلامية ، وعضو المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى، أن الحوار يجب أن يكون خالصا لله وللخدمة الإنسانية-لأن إشخصية إستعماله للمصلحة الشخصية غير مفيد إطلاقا. ويستشهد الصاحب ببعض الآيات القرآنية التي تدعو إلى الحوار والقرب من الآخر.
الشيخ علي زين الدين، رئيس مؤسسة العرفان، يتساءل عن الصراع مع المسيحية وأين تكمن المشكلة، هل في القاعدة؟ وما هي تأثيرات السياسة على ذلك؟ ولصالح من تحصل الحروب؟
أما مدير قسم الدراسات في مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي، فضيلة الشيخ محمد زراقط، فقد تحدث عن بديهية الحوار الإسلامي –المسيحي، وأن البر في الآية القرآنية” لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم”، يستخدم في وصف العلاقة بين الإنسان وبين الله أوألإبوين، ويدل على المحبة والإحسان والإحترام وما يتضمن من ذلك من المفاهيم. ويعتبر أن من معوقات الحوار ، التاريخ المؤلم، التجارب المرة المعاصرة، أحداث متعددة مثل قضية سلمان رشدي، والعلاقة بين الدين والسياسة، واستعمال كلمات ومصطلحات للتعبير ن مفاهيم دينية، ككلمة كافر.ثم ينهي بالحديث عن مفهوم أهل الذمة، الذي يستنفذ الوجدان المسيحي، ويساء فهمه لدى المسيحيين والمسلمين. إضافة الى تفاوت حضاري بين الغرب واشرق ومعوقات أخرى يجب الإلتفات اليها.
أمين عام مؤسسة العرفان، الشيخ سامي أبي المنى، اعتبر الحوار حاجة شخصية وعالمية. فمعظم المجتمعات تعيش تنوعا وتحتاج الى الحوار، فالدين وسيلة، والإنسان هو الغاية. قيام دولة إسرائيل في المنطقة، وسياستها العدوانية المتطرفة، ساهمت في تغذية الصراعات الدينية.يخلص أبو المنى إلى القول أن الإرتقاء بنفوسنا غاية الدين الحقيقية.
اختتم الحوار بمداخلة للقسيسة أغنيت هولمز، التي أكدت أن وجودهم هنا هو للإصغاء والإكتشاف والتعلم، وقد تعلموا الكثر هذا الصباح بسبب تميز ما قاله الشيوخ، الذي أضاء شعلة أمل لمستقبل الحوار. وشكرتهم لأنهم تكلموا من القرآن ومن أعماق نفوسهم، وإخبارهم الحقيقة من دون كذب مما يولد ثقة بين المجتمعين. والسؤال يكمن، في ظل توافد اللاجئين والعمل معهم في هذه الأيام، في كيفية فهم الإسلام والتشارك بين المجتمعات.
انتهى اللقاء بغداء تراثي لبناني، واستمر الحوار على طاولة الغداء لينا صريحا ومحبا.
لن تنتهي التحديات بين ليلة وضحاها، ولن تدفن المؤامرات التي ما تنفك تحاك ونحن نكتب ما نكتبه، تتسارع الأحداث بشكل مخيف، ونحتاج إلى الكثير من الصبر والموضوعية والحب، لكي نصل إلى حوار بناء وهداف.