- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

واشنطن لن تعد وسيطاً : فهل يقتنع المهرولون لتفاوض لا يفيد؟

باريس – (خاص)

وأخيراً لم تعد الولايات المتحدة تلعب على الكلام وأثبتت بقرار خارج القوانين الدولية أنها حليف اسرئيل الإول وأن آخر ما يهمها. استناداً لموازين القوى هو دعم الدولة العبرية على حساب العرب والمسلمين. وأثبتت بشكل واضح أنها لا تستطيع لعب دور الوسيط

فقد أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لإسرائيل. ووصف هذا التحرك بأنه «خطوة متأخرة جدا” من أجل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط (!) والعمل باتجاه التوصل إلى اتفاق دائم»، من دون شرح كيف يمكن لقرار متهور وغير قانوني ومنحاز أن يساهم في دفع عملية السلام.

وأكّد ترامب في الوقت نفسه أن الولايات المتحدة تدعم حل الدولتين مضيفاً  إذا أقره الإسرائيليون والفلسطينيون، علماً بأن اليمين المتحم باسرائيل يقول علناً أنه لا يريد دولة فلسطينية. أي أن ترامب يقول بشكل غير مابشر وداعاً لأمل الفلسطينيين بدولة على أرض فلسطين التاريخية.

وطالب ترامب وزارة الخارجية الأمريكية ببدء الاستعدادات لنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، ولكن السؤال هل تتبعه دول أخرى أم أن واقع وجود سفارة أميركا في القدس سيكون مثل تصويت الدول في الأمم المتحدة حيث تنفرد واشنطن وتل أبيب بالتصويت ضد كل قرار يدين اسرائيل بينما أكثرية تصوت لصالح فلسطين وتمتنع أقلية بسيطة.

سؤال آخر يطرح باتجاه غياب أي ردة فعل سعودية في الساعات الأولى التي أعقبت هذا القرار. هذا السؤال يحمل بعض التوضيحات حول توقيت هذا القرار والتقارب الذي تشهده العلاقات السعودية الاسرائيلية والعلاقة الخاصة التي تربط صهر ترامب جاريد كوشنر بولي العهد السعودي الأمير القوي محمد بن سلمان. وكذلك الأمر بالنسبة لدولة الإمارات التي تمنعت حتى ساعة إغلاق الصحيفة عن التعليق على هذا القرار.

كما كان حال منظمة التحرير حين قبلت بالدخول في نفق المفاوضات الذي أطاح بالقضية الفلسطينية، نجد بعض الدول المقربة من الولايات المتحدة تدخل في نفق توافقات يمكن أن تضيع الأرض الفلسطينية بكاملها.

سيلتفت الجميع نحو … رام الله (بغياب القدس) ترقباً لما يمكن أن يتأتى من سلطة محمود عباس وما إذا كان سيتابع قراءته الخاطىة لدور واشنط في الوصول إلى فتات من حقوق الفلسطينيين.