- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

دي ميستورا: عودة الوفد السوري الحكومي إلى جنيف

أبلغت دمشق الأمم المتحدة الخميس أن الوفد الحكومي السوري سيعود إلى جنيف نهاية الأسبوع للمشاركة في محادثات السلام، وفق ما أعلن المبعوث الدولي الخاص ستافان دي ميستورا، محذرا من تداعيات تعطيل المفاوضات على كافة المبادرات لتسوية النزاع.

وقال دي ميستورا في مؤتمر صحافي في مقر الأمم المتحدة “أبلغتنا الحكومة أن وفدها سيعود إلى جنيف الأحد”.

وجاء إعلان دي ميستورا بعد ساعات من تأكيد وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” نقلا عن مصدر في وزارة الخارجية، أن الوفد سيصل الأحد إلى جنيف على أن يعود إلى دمشق منتصف الشهر الحالي، موعد انتهاء المحادثات.

واستأنفت الأمم المتحدة الثلاثاء جولة المحادثات الثامنة التي بدأت في 28 تشرين الثاني/نوفمبر، بعد توقف لثلاثة أيام، لكن لقاءاتها اقتصرت في اليومين الأخيرين على وفد المعارضة مع غياب الوفد الحكومي.

وغادر الوفد الحكومي السبت بعد توجيهه انتقادات حادة إلى المعارضة لتمسكها بمطلب تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، معتبرا ذلك “استفزازيا” و”شرطا مسبقا”. وربط موافقته على إجراء “حوار مباشر” مع المعارضة بتخليها عن مطلبها حول الأسد.

وتركز جولة المحادثات الراهنة بشكل خاص على موضوعي الدستور والانتخابات. ووزع دي ميستورا الأسبوع الماضي ورقة مبادئ عامة من 12 بندا حول الرؤية لمستقبل سوريا. وطلب من الجانبين تزويده بردودهما عليها.

وحض دي ميستورا الخميس الوفدين على “الانخراط بجدية في (نقاش) النقاط الاثنتي عشرة” بالإضافة إلى مواصلة بحث “العملية الدستورية وإجراء انتخابات بإشراف الأمم المتحدة”.

وأعلن أنه في المرحلة المقبلة “سنقيم سلوك كلا الطرفين، الحكومة والمعارضة في جنيف”.

وحذر من أنه في حال تبين أن أحد الطرفين “يعمل بحكم الأمر الواقع على تخريب العملية (السياسية) وتقدم (محادثات) جنيف، فسيكون لذلك أثر سيئ جدا على أي محاولة سياسية أخرى في أي مكان آخر لإجراء عمليات” مشابهة لجنيف.

وأرجأت موسكو، أبرز حلفاء دمشق، عقد مؤتمر حوار بين الحكومة والمعارضة السورية في سوتشي، إلى الشهرين المقبلين، من دون أن تحدد موعده النهائي بعد.

وتنظر موسكو إلى هذا المؤتمر بوصفه “فرصة حقيقية” لتسوية النزاع السوري المستمر منذ العام 2011.

وتؤيد دمشق عقد هذا المؤتمر الذي قال مصدر سوري لفرانس برس إنه “سيرسم الحل السياسي لطرحه لاحقا في جنيف” في حين تعتبره المعارضة محاولة “للالتفاف” على مسار جنيف.

والتقى وفد المعارضة السورية الخميس دي ميستورا في الأمم المتحدة. وقالت عضو الوفد بسمة قضماني للصحافيين بعد انتهاء الاجتماع “أظهرنا.. أننا هنا من أجل الانخراط البناء مع الأمم المتحدة، لكن ليس لدينا شريك حتى الآن” على طاولة المفاوضات.

وانتقدت قضماني ردا على سؤال ربط الوفد الحكومي بين مضمون المحادثات والتطورات الميدانية والعسكرية في سوريا. وقالت “نحن هنا لا نبني عملية سياسية على أساس موازين القوى على الأرض، وإذا كنا سنفعل ذلك فلسنا بحاجة إلى الأمم المتحدة ولا بحاجة إلى المرجعية الدولية”.

وكان رئيس الوفد الحكومي بشار الجعفري قد أخذ الجمعة على المعارضة استخدامها “لغة قديمة لم تعد تتناسب مع المعطيات الجديدة” في إشارة إلى مطلب تنحي الأسد. وقال “هناك واقع سياسي على الأرض، نحن طرف قوي وجيشنا ينتصر على الإرهاب”.

وتشارك دمشق في هذه الجولة على وقع سلسلة انتصارات عسكرية حققتها بدعم روسي على حساب الفصائل المعارضة والجهادية في آن واحد، ما عزز وفق محللين موقع دمشق على طاولة المفاوضات.

وتتضاءل الآمال بإمكان أن تحقق هذه الجولة أي تقدم حقيقي، في وقت لم تثمر كل الجهود الدولية في تسوية النزاع السوري الذي تسبب منذ اندلاعه بمقتل أكثر من 340 ألف شخص.