نقطة على السطر
بسّام الطيارة
إذا تريد أن تقاطع أميركا! حسناً أنا معك وإليك ما يجب أن تفعله وبالتسلسل:
١) تبدأ بسحب أموالك كلها من المصارف لأن كافة المصارف مرتبطة بعضها بالبعض ومرتبطة كلها برتبطة بمحاصصة الدولار. (عادة كل من يطالب بمقاطعة أميركا يقفز عن هذا البند الأول). تضع أموالك في المنزل.
٢) تفتح براد المنزل وترمي كل السلع والمأكولات المستوردة من الغرب. ذلك أن كل مصانع الغرب متشابكة مصرفياً وعبر براءات وإجازات تصنيع مع مصانع أميركية أو شهادات صحية أميركية.
٣) بعد البراد تلتفت إلى هاتفك المحمول فتعلق حسابك في مواقع التواصل الاجتماعية فيسبوك وتويتر وانستاغرام إلخ… وزيادة في المقاطعة تقطع خط أنترنت بالكامل لأن كل الخطوط تديرها مؤسسة INCAN في الولايات المتحدة وتستطيع متى أرادت قطع خطك فالأفضل أن تفاجأها بقطع خطك. ملحوظة يمكنك أيضاً قطع خط الهاتف فالأسلاك البحرية كلها مرتبطة بشهادات تصنيع متشابكة وبعضها يعود إلى شركات أميركية.
٤) عليك إلغاء سفرك على متن شركات الطيران أيا كانت شركة الطيران فمعظم المحركات فيها مكونات أميركية (يمكنك سؤال شركات إير باص التي لا تستطيع بيع طائراتها الأوروبية الفرنسية إلا بعد موافقة السلطات الأميركية). ناهيك عن أن التواصل عبر الأقمار الصناعية لضبط مسيرات الطيران تمر بأقمار تسيطر عليها شركات أميركية وتقبض مقابل خدماتها .
وضعك هو كما يلي: أموالك مكدسة أمامك، لا مجال لشرب أي مشروب له طعم الكولا، ولا تستطيع النزول لأكل ماكدونالد، هاتفك مقطوع ولا مجال لقراءة نعليقات فيسبوك وما شابه ولا تستطيع أن ترسل صورة وضعك الحالي عبر أنستاغرام… لا بل لا تدري تأثير مقاطعتك لأميركا لأنك مقطوع عن الأخبار… حتى ما آلت إليه مسألة القدس بات في المجهول…ما العمل؟
بعد تفكير طويل وأنت في حال احباط لا تعرف ما إذا كانت تضحياتك قد ساعدت القدس …سترى أن النضال والعمل لتحقيق حقوق الفلسطينيين والعرب لا تمر عبر الشعارات الخاوية…واننا في عصر العولمة في حال أردت أن تقاطع عليك أن تقاطع كل السلع والمواد والخدمات وليس الدخول في مقاطعة انتقائية…
هل أنت مستعد لما فعله غاندي ؟؟؟ هل أنت مستعد لمسيرة ١٢ ألف ميل ؟ هل أنت مستعد لحياة «كوبية» بعيدا عن كاسترو؟ هل أنت مستعد للاختلاف مع ٩٠ في المئة من شعبك ؟
إذا كانت الإجابات تحمل كما من «نعم» ستنجح بتغير سياسة أميركا تجاهك وتجاه العرب…
صديقي توجد طرق أسهل من مقاطعة أميركا: ابدأ باقناع ٩٠ في المئة من شعبك بضرورة تغيير حكام البلاد الذين يشكلون نقطة ارتكاز سياسة أميركا… وسترى كيف يكون التغيير…عندما تصبح بلادك مؤثرة على الاقتصاد الأميركي بنفس نسبة تأثرها بالاقتصاد الأميركي.