- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

المعارضة تحضر وثيقة بناء مجتمع لبناني جديد

بيروت- «أخباربووم»
استقطبت الأزمة الحكومية الأضواء والتعليقات: بعض اللبنانيين يتندر والبعض الآخر يتحزر وأكثرهم يتذكر بأن لبنان هو «موطن الاعتكاف السياسي والحكومات المشلولة» كما يصف الوضع «سياسيٌ مبتعد عن السياسة». ويلفت الانتباه إلى تعبير جديد دخل قاموس الممارسات اللبنانية السياسية ألا وهو «النأي». الجميع يتابع مستجدات الأزمة التي قسمت الأكثرية قسمين: عون-حزب الله- أمل من جهة، وسليمان-ميقاتي-جنبلاط من جهة أخرى، ليرى نتيجة لعبة عض الأصابع وأي جهة ستكون البادئة بالـ «نأي عن إسقاط الحكومة فتتراجع».
أما المعارضة فلا تقف متفرجة. فهي تجتمع وتعمل وتنظم نفسها ويدير فؤاد السنيورة أوركسترا هذا الاستعداد، وإن كانت اللقاءات والتحضيرات بعيدة عن الأضواء ولكنها أيضاً بعيدة عن «استعدادت التحدي»، لا بل يقول مقرب من فريق ١٤ آذار «النوايا الحسنة موجودة». ويكشف لـ «أخبار بووم» بأن تيار المستقبل يحضر مع أركان ١٤ آذار ما سماه «وثيقة بناء المجتمع اللبناني» وهي نوع من ميثاق شرف قيد الدرس يمكن أن يجمع «كل اللبنانيين».
ونُقِلَ عن مصدر عالي الشأن في فريق ١٤ آذار بأن «الأيام أسقطت المرحلة السابقة وأن تقويما ًجديداً فرض نفسه»، ويضيف نقلاً عن المصدر نفسه التشديد في عدد من الاجتماعات الداخلية على «أننا نعيش على مركب واحد إذا غرق نغرق كلنا، وبالتالي من الضروري أن يقوم ميثاق جديد على أسس متينة». وبالتالي ضرورة الحوار مع «الآخرين» الذي لن يكون من «موقع المستسلم والمستقوي». ويتابع «يمكننا أن نتفاهم مع الآخرين» لأن لبنان «لا يُحكم من طريق ولا يقاد إلى طريق». ويستطرد بأن «الطوائف مهزومة وكل منها في جورة»، ومن هنا ضرورة التفاهم. وعند سؤال ناقل الحديث من يكونوا الآخرين؟ يجيب «عملياً حزب الله».
أما الحل فيراه حزب المستقبل، وهو ما يناقشه مع أركان ١٤ آذار، في «حكومة تكنوقراط تدير هذه المرحلة وتحضر للانتخابات». ولكن كل هذا التحضيرات ما زالت على نار خفيفة بانتظار أن تنجلي المواقف الإقليمية وهي ليست مرتبطة بالضرورة بما يؤول الوضع إليه عند الجارة سوريا.
أما سعد الحريري فلن يعود في الأيام المقبلة إلى لبنان ليس بسبب ما قيل ويقال عن تهديد أمني له بل لأنهم «زرعوا في قصبة الساق ١٤ برغياً»، كما يقول المصدر الذي يشرح بأن ساقه كانت أصلاً ضعيفة و«كان يشدها بزنار» كلما قام بجهد رياضي. لذا فمن غير المتوقع أن يعود قريباً إلى لبنان، ويستطرد المصدر ولكن لا يعني هذا أنه «ينأى» عن متابعة كل شاردة وواردة سياسية».