يستعد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لتشكيل مجموعة اتصال بشأن سوريا من اجل التوصل الى حل للازمة. وأعلن أن فرنسا تتشاور مع دول عربية وأوروبية من أجل ذلك، بعد ان استخدمت روسيا والصين حق النقض لإعاقة قرار لمجلس الامن التابع للامم المتحدة يدعو الرئيس السوري للتنحي.
واتهم ساركوزي – الذي تحدث بعد ان قال وزير خارجيته الان جوبيه إن الفيتو الذي استخدمته روسيا والصين اصاب المجتمع الدولي بالشلل – موسكو وبكين بأنهما «تشجعان النظام السوري على مواصلة سياساته الوحشية بلا نهاية».
وقال ساركوزي في بيان إن «فرنسا لن تيأس وانها على اتصال بشركائها العرب والاوروبيين لانشاء مجموعة اصدقاء الشعب السوري» التي ستحشد الدعم الدولي لتنفيذ الخطة العربية، من دون أن يعطي تفاصيل أخرى عن خطته.
إلا أن الطرح يذكر بمجموعة اتصال خاصة بليبيا التي شكلت في العام الماضي لوضع خارطة طريق سياسية مدعومة من الأطراف الدولية في إطار جهود إسقاط معمر القذافي على الرغم من استبعاد القوى الغربية تدخلاً عسكريا على النمط الليبي في سوريا.
وقالت روسيا في تبرير للفيتو إن اعتراضها الرئيسي هو أن مسودة القرار تضع اجراءات لاتخاذها ضد حكومة الرئيس السوري بشار الاسد دون وضع اجراءات ضد المجموعات المسلحة التي تقول انها تتلاعب بالمحتجين السلميين. فيما تقول فرنسا دائما إنها لا يمكن أن تقبل قرارا يلقي بنفس القدر من اللائمة على السلطات السورية والمعارضة في العنف الذي قال جوبيه انه اوقع بالفعل ستة الاف قتيل.
وقال جيرار ارو سفير فرنسا لدى الامم المتحدة انه لن يتم ترك الشعب السوري ليواجه مصيرا مأساويا وان باريس ستعمل مع الاتحاد الاوروبي لفرض عقوبات جديدة على دمشق. واضاف «الاب قام بعملية قتل جماعي والابن يفعل نفس الشيء»، في إشارة إلى مذبحة نفذتها قوات حافظ الاسد عام ١٩٨٢ في مدينة حماة السورية لسحق انتفاضة اسلامية، وقال أرو «الرعب شيء وراثي في دمشق».
وفي باريس اندلعت مشاجرات يوم السبت أمام السفارة الروسية في العاصمة الفرنسية أثناء مظاهرة مؤيدة للاسد، أذ أن معارضين للحكومة السورية وجهوا أنصار الاسد، وتدخلت الشرطة وقامت ببعض الاعتقالات.