- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الفساد في اسرائيل: نتانياهو كما طار وارتفع …وقع

تلقى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين ضربة جديدة بعدما ابرم نير حيفيتز المتحدث السابق باسمه اتفاقا مع الشرطة للادلاء بشهادته ضده.

وجاءت هذه الضربة الجديدة لنتانياهو بعد ان توصل حيفيتز الى اتفاق مع الشرطة يقضي بان يكون شاهدا ملكا ضد نتانياهو، وذلك قبل ساعات من لقاء رئيس الحكومة الاسرائيلية بالرئيس الاميركي دونالد ترامب في واشنطن.

وكان حيفيتز مستشار نتانياهو وكاتم اسراره.

واطلقت الشرطة سراح حيفتيز الاحد وفرضت عليه الاقامة الجبرية بعدما وقع على صفقة شاهد ملك، اي ان يدلي بشهادته ضد رئيس الحكومة مقابل عدم تقديمه الى المحاكمة وتجريمه.

واعتقل حيفيتز الاحد في الثامن عشر من فبراير/شباط الماضي، ولم تقدم الشرطة الاسرائيلية اي تفاصيل حول الاتفاق المبرم معه.

وذكرت صحيفة هآرتس الاسرائيلية ان حيفيتز وافق على تسليم تسجيلات لنتانياهو وزوجته كجزء من الصفقة مع الشرطة.

وندد احد مساعدي نتانياهو على الفور بهذه التقارير الصحافية مؤكدا براءة رئيس الحكومة. وقال “حتى لو كانوا الف شاهد، فهذا لن يفيد عندما لا يكون هناك اصلا اي شيء ضده”.

ونير حيفيتز هو ثالث شاهد ملك في قضايا الفساد ضد نتانياهو. وسبق ان وقع اري هارو، المدير السابق لمكتب نتانياهو، وشلومو فيلبر المدير العام السابق لوزارة الاتصالات، اتفاقين مماثلين وقدما شهادات مفصلة ضد نتانياهو في ثلاث قضايا منفصلة.

وكانت الشرطة أوصت في الثالث عشر من شباط/فبراير بتوجيه الاتهام الى نتانياهو في قضايا فساد واحتيال واستغلال سلطة في تحقيقين منفصلين.

وقامت الشرطة الجمعة باستجواب نتانياهو وزوجته كل على حدة على مدى خمس ساعات.

وتركز التحقيق لمعرفة ما اذا كان نتانياهو سعى للحصول على تغطية اعلامية ايجابية في موقع واللا الاخباري الذي يملكه شاؤول ايلوفيتش رئيس مجموعة بيزيك للاتصالات، مقابل خدمات وتسهيلات حكومية عادت على مجموعته بمئات ملايين الدولارات.

واستجوبت الشرطة قبل ذلك نتانياهو بشأن ملفين آخرين يتعلقان ايضا بقضايا فساد واستغلال سلطة.

ففي القضية الأولى، يشتبه بان نتانياهو وأفرادا من عائلته تلقوا هدايا من بينها كميات من سيجار فاخر من اثرياء مثل جيمس باكر الملياردير الاسترالي. كما قبلت العائلة هدايا من ارنون ميلتشان، المنتج الإسرائيلي الهوليوودي تقدر قيمتها بنحو مليون شيكل (230 ألف يورو) من سيجار فاخر بالاضافة الى زجاجات شمبانيا ومجوهرات.

ومقابل هذه الهدايا حاول نتانياهو تمرير قانون ضريبي كان سيؤمن عائدات كبيرة لميلتشان.

وفي القضية الثانية يشتبه بان نتانياهو حاول ابرام اتفاق مع صاحب صحيفة يديعوت احرونوت ارنون موزيس، لضمان تغطية ايجابية له في الصحيفة الاوسع انتشارا في اسرائيل.

وتثير قضايا الفساد هذه شكوكا في قدرة نتانياهو على الاستمرار في السلطة، علما بانه يترأس الحكومة منذ 2009، بعد فترة حكم اولى بين العامين 1996 و1999.

وفي موازاة ملفات الفساد، يواجه نتانياهو بداية ازمة حكومية داخل ائتلافه قد تتسبب باجراء انتخابات مبكرة.

وازمته الحكومية تتعلق بتجنيد الشبان اليهود المتدينين في الجيش، اذ هددت الاحزاب المتشددة دينيا المشاركة معه في الحكومة بعدم الموافقة على مشروع موازنة 2019 هذا الشهر، اذا لم يقر الكنيست قانونا يستثني المتدينين من الخدمة العسكرية ليتفرغوا للدراسة الدينية، بعد أن كانت المحكمة العليا الغت قانونا بهذا المعنى اقره الكنيست السنة الماضية.

لكن حزب “إسرائيل بيتنا” القومي المتطرف بزعامة وزير الدفاع افيغدور ليبرمان، وحزب “كلنو” من اليمين الوسط بزعامة وزير المالية موشيه كحلون، يعارضان اقرار قانون من هذا النوع ويهددان بالاستقالة.

وبعدما تطرقت وسائل الاعلام الى احتمال تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة في حزيران/يونيو المقبل بدلا من تشرين الثاني/نوفمبر 2019، قال نتانياهو قبل مغادرته الى الولايات المتحدة في وقت متأخر مساء السبت “لا يوجد اي مبرر لذلك في حال توافرت الارادة الحسنة”.

من جهته كتب عوفر شلح الناطق باسم حزب يش عتيد “هناك مستقبل” على صفحته على فيسبوك “اليوم وقع كاتم اسرار نتانياهو على اتفاقية شاهد ملك، ما هو المطلوب اكثر من ذلك حتى يغادر نتانياهو ويرحل عن الحكومة؟”.

واضاف شلح في كلامه عن نتانياهو “احزاب ائتلافه الحكومي متنافرة ومتخاصمة، وبدلا من ان يقولوا له كفى (…) يهدد كل منهم بالاستقالة”.

وختم هجومه العنيف على نتانياهو قائلا “مشتبه به مثل نتانياهو لا يمكن ان يكون على راس هذه الدولة، نحن لا نستحق هذا، متى سيرحل عنا”.