- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

بعد ترامب… بانون يدعم مارين لوبن

خلال افتتاح مؤتمر “إعادة تأسيس” حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، وعد ستيف بانون، المستشار المحافظ السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنصار الحزب بتحقيق “انتصارات”.

وتسعى مارين لوبان زعيمة الجبهة الوطنية إلى هذه الانتصارات من خلال تغيير اسم الحزب لإنجاز عملية إعادة تنظيمه التي باشرتها منذ توليها قيادته عام 2011، تمهيدا للانتخابات الأوروبية العام المقبل حيث تترقب انتصارا للشعبويين كما حصل في إيطاليا مؤخرا.

وفي افتتاح المؤتمر قال بانون الذي يمثل اليمين الأمريكي الأكثر تشددا، وقد تولى إدارة القسم الأخير من الحملة الرئاسية لدونالد ترامب قبل أن يتحول إلى مستشاره، إن “التاريخ إلى جانبنا وسيقودنا من انتصار إلى آخر”.

وكان حضور بانون موضع سخرية قيادي في حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي اعتبر أنه بوجود “ملك الأخبار الزائفة و(دعوات) تفوق البيض” فإن الجبهة الوطنية ستغير ربما “اسمها لكن ليس خطها السياسي”.

وهاجم بانون، المدير السابق للموقع الإلكتروني الإخباري “برايبارت” اليميني المتطرف، وسائل الإعلام قائلا “إذا ناضلتم من أجل حريتكم يعتبرون أنكم تكرهون الأجانب. إذا ناضلتم من أجل بلدكم يصفونكم بالعنصريين. لكن حقبة هذه الأقوال المثيرة للاشمئزاز قد ولت”.

وتابع “فليطلقوا عليكم تسمية عنصريين، كارهي الأجانب، ضعوا ذلك وساما على صدوركم لأننا يوما بعد يوم نزداد قوة وهم يزدادون ضعفا”.

ومن المقرر أن يصادق المؤتمر الذي يعقد في ليل بشمال فرنسا، على عملية إعادة تاسيس الجبهة الوطنية التي تقودها مارين لوبان في أفق الانتخابات الأوروبية في 2019 التي تؤمن بأنها ستشهد فوز التيارات الشعبوية كما حدث مؤخرا في إيطاليا.

وقالت مارين لوبان السبت “إن الجبهة الوطنية أصبحت راشدة (..) ومرت من حزب يقوم أساسا على الاحتجاج في شبابه ثم على المعارضة إلى حزب مهيأ للحكم”.

وأضافت لوبان التي هزمت في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الأخيرة أمام إيمانويل ماكرون بعد أن كسبت نحو 11 مليون صوت (33,9 بالمئة)، “إن تغيير الاسم من وسائل تجسيد ذلك”.

وأوضح بانون أنه يتفق مع رؤية لوبان فـ”الأمر ليس عبارة عن يسار في مواجهة يمين. إنه تبسيط للأمور وهي طريقة التي أبعدتنا من خلالها المعارضة ووسائل الإعلام عن السلطة”.

وقال بانون “لقد أعطت (لوبان) وصفا للأمر بشكل ممتاز بسؤالها هل تعتقدون أن حالة الأمة هي عقبة يجب تخطيها أم جوهرة يجب تلميعها، ومحبتها ورعايتها”.

وقال بانون إنه متواجد في أوروبا “كمراقب ومن أجل التعلم. وقد تعلمت أنكم جزء من حركة أكبر من فرنسا، وأكبر من إيطاليا، وأكبر من المجر، وأكبر من (أوروبا) كلها”.

ولم يرق حضور بانون لمؤسس الجبهة الوطنية جان ماري لوبان الذي اعتبر أن هذه الزيارة “المفارقة” لا تتلاءم “بدقة مع تقديم الجبهة نفسها” بروحية جديدة كما بدأتها ابنته عام 2011.

وتخلى جان ماري لوبان في اللحظة الأخيرة عن تهديده بالتوجه لحضور المؤتمر رغم معارضة هيئات الحزب التي منعته من ذلك. وبعد أن تم استبعاد الرئيس السابق للجبهة التي أسسها، تقرر رسميا نهاية الأسبوع في المؤتمر إسقاط لقب الرئيس الفخري الذي يحمله.

وأيد مناضلو الحزب “بغالبية ضئيلة” مبدأ تغيير اسم الجبهة الوطنية بحسب مارين لوبان التي ستقترح الأحد تسمية جديدة للحزب تحال على التصويت في المؤتمر.

غير أن والدها جان ماري لوبان شكك في هذه النتائج. وقال مسؤول في الجبهة إنه تبلغ بوجود “غالبية ضئيلة ’ضد‘ مبدأ تغيير الاسم”.

واعتبر مسؤول الشباب في الحزب غايتن دوسوساي أنه “يتعين تجاوز مشاعر الفخر” بالاسم القديم وتغيير التسمية لأن “علامة الجبهة الوطنية لا تزال تشكل حاجزا أمام الناخبين”.

واعتبرت مارين لوبان التي تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تراجع شعبيتها منذ الانتخابات الرئاسية، أنه ليس من “غير المفاجئ” حدوث “تراجع” بعد سبع سنوات من “نمو” الحزب.

وبعد “فشلها” في مناظرتها التلفزيونية مع إيمانويل ماكرون بين جولتي الانتخابات الرئاسية، ما زال بعض مناضلي الحزب يتساءلون إن كانت لا تزال قادرة على قيادة الحزب.

وشهدت مارين لوبان منذ الانتخابات الرئاسية انسحاب عناصر إلى يسار حزبها، مثل فلوريان فيليبو الذي ندد الجمعة بمؤتمر “تصفية”، وإلى يمينه مثل ابنة شقيقها ماريون ماريشال لوبان.

وكانت هذه الأخيرة تحظى بشعبية في الحزب لكنها انسحبت من الحياة السياسية قبل أن تعود إلى الظهور في اجتماع للمحافظين المتطرفين الأمريكيين الشهر الماضي.