- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

سجن لبارك غيون هاي رئيسة كوريا السابقة 24 عاما

قضت محكمة في كوريا الجنوبية بسجن الرئيسة السابقة بارك غيون هاي 24 عاما، وألزمتها بدفع غرامة قيمتها نحو 17 مليون دولار بعد إدانتها في قضايا فساد أقصتها من منصبها.

وأّذيع الحكم على الهواء ليكون نهاية المطاف لفضيحة الفساد التي هزت البلاد بعد إثارة موجات حادة من الاحتجاجات ضد سياسين ورجال أعمال في كوريا الجنوبية.

ولم تحضر بارك جلسة النطق بالحكم عليها، إذ قاطعت المحاكمة بدعوى أن المحكمة منحازة ضدها، كما أنكرت كل الاتهامات الموجهة إليها.

وكان تحرك السلطات في اتجاه بث الحكم القضائي على الهواء غير مسبوق، لكن من المرجح أنه جاء نتيجة للاهتمام البالغ للرأي العام بالقضية.

وخلصت المحكمة إلى أن بارك استخدمت نفوذها لإجبار شركات كبرى، مثل عملاق التكنولوجيا سامسونغ وسلسلة التجزئة لوتي، على إبرام صفقات ضخمة ودفع تبرعات لمؤسسات تديرها صديقتها شوي سون سيل. وتضمنت الاتهامات أيضا إجبار بارك العديد من الشركات على منح هدايا لشوي وابنتها.

إضافة إلى ذلك، أُدينت الرئيسة السابقة لكوريا الجنوبية بتسريب معلومات سرية رئاسية لصديقتها شوي.

تقع الصداقة، التي تربط الرئيسة السابقة بارك بشوي سون سيل، في القلب من رحلة سقوط أول إمرأة تحتل سدة الحكم في كوريا الجنوبية، فبعد جلوس بارك على كرسي الرئاسة، تحولت شوي إلى كاتمة أسرار الرئيسة.

لكن هذه العلاقة احتلت قدرا كبيرا من اهتمام الرأي العام في البلاد بعد ظهور شكوك في أن شوي أصبحت أكثر نفوذا في شؤون البلاد، اعتمادا على صداقتها المقربة من الرئيسة.

ونالت صديقة الرئيسة السابقة لكوريا الجنوبية نصيبها من العقاب، بعد إدانتها في قضايا فساد، إذ قضت المحكمة بسجنها لعشرين سنة في وقت سابق من العام الجاري.

وبعد سلسلة طويلة من جلسات الاستماع، تزامنت مع مظاهرات حاشدة في ميادين كوريا الجنوبية استمرت لعدة أشهر، عُزلت بارك في مارس/آذار 2017، وهي سابقة لم تشهدها البلاد التي لم يعزل فيها رئيس منتخب من منصبه من قبل.

نالت فضيحة فساد الرئيسة الكورية الجنوبية من عدد من الشركات ورؤسائها، علاوة على عدد من رموز الفن والمسؤولين الحكوميين.

وكان أبرز من انزلق في هوة الفضيحة الرئيس الفعلي لسامسونغ، بعد ظهور معلومات تتضمن أنه أهدى حصانا لـ شونغ يو را، ابنة شوي التي تمارس رياضة الفروسية.

وحكم على رئيس سامسونغ بالسجن، لكنه قضى خمسة أشهر فقط خلف القضبان قبل إطلاق سراحه بعد استئناف حكم المحكمة وتحويله إلى حكم بالسجن مع إيقاف التنفيذ.

وأصبحت شونغ أيضا محطا لاهتمام الرأي العام، بعد ترحيلها من الدنمارك إلى كوريا الجنوبية العام الماضي للتحقيق.

سلط الحكم على بارك الأضواء على أكبر فضيحة فساد هزت كوريا الجنوبية في السنوات القليلة الماضية، ما أدى إلى ظهور انتقادات لعلاقة النخب السياسية بأباطرة الأعمال، من أصحاب تكتلات الأعمال التي تسيطر على الاقتصاد في البلاد.

وكان ارتفاع الوعي بهذه العلاقة هو الوقود الذي استمد منه زعيم المعارضة، مون جاي إن، المعارض السابق لبارك، الدفعة التي وضعته على كرسي الرئاسة بعد تبني حملته شعار “حكومة نظيفة”.