- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

رغم التوترات: نقاش استراتيجي بين محمد بن سلمان وماكرون

وكان مسؤولون سعوديون اعلنوا قبيل زيارة الامير محمد بن سلمان الى فرنسا ان العلاقات بين ولي العهد والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جيدة نظرا الى انهما شابان اصلاحيان …الا ان الزيارة تأتي بعد فترة من التوترات الكامنة.

ودخل الرئيس الفرنسي على خط ازمة اقليمية في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي عندما اعلن رئيس الوزراء اللبناني من الرياض استقالته مباشرة عبر التلفزيون في خطوة يعتقد انها اتت بضغط من ولي العهد. لكنه ما لبث ان تراجع عنها بعد تدخل فرنسي.

واعلن ماكرون انه ينوي زيارة ايران ليكون اول رئيس فرنسي يزور الجمهورية الاسلامية منذ 1976 في اطار سعيه لبناء علاقات مع القوتين الاقليميتين المتنافستين في الشرق الاوسط.

وترى المحللة في معهد الجزيرة العربية نوال العتيبي أنه “على الرغم من التوترات، السعودية بحاجة للخبرات الفرنسية في سعيها لافتتاح قطاعات كبرى كالترفيه والسياحة والسينما من اجل تنويع موارد اقتصادها المعتمد بشكل شبه كلي على النفط”.

مساء الاحد، تناول ولي العهد السعودي العشاء مع ماكرون في متحف اللوفر، وذلك بعد وصوله إلى فرنسا في أول زيارة بعد تعيينه وليا للعهد.

ويسعى الرئيس الفرنسي البالغ من العمر 40 عاما في محادثاته مع الامير محمد بن سلمان الى اقامة توازن دقيق بين تعزيز روابط فرنسا مع السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، وتحسين علاقاتها مع ايران، العدو اللدود للرياض.

وأعلنت مصادر مقربة من الرئاسة الفرنسية لصحافيين ان ماكرون وبن سلمان “سيعملان على إعداد وثيقة استراتيجية ستصبح جاهزة بحلول نهاية العام، ستنتج عنها عقود يتوجه (ماكرون) الى السعودية بنهاية العام لتوقيعها”. واعلن قصر الاليزيه ان الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي “امضيا ثلاث ساعات معا” مساء الاحد، وزارا معرض دولاكروا في اللوفر على مدى ساعة قبل عشاء مغلق.

واكدت الرئاسة الفرنسية ان “المحادثات جرت في اجواء ودية ساهمت في قيام رابط شخصي بين الرجلين”، موضحة ان الحديث بينهما جرى بالانكليزية.

واوضح قصر الاليزيه ان الرئيس الفرنسي “كان حريصا على اجراء نقاش استراتيجي مع محمد بن سلمان من اجل بناء تحالف مع السعوديين”.

واوضح الاليزيه ان ماكرون طرح خلال لقائه الامير السعودي “قيام تعاون بين فرنسا السعودية في مجال الامن ومكافحة الارهاب والشراكة في مجال الطاقة”.

– انتهاكات وقصف –

ويعتبر نحو 75 بالمئة من الفرنسيين استمرار بلادهم ببيع الاسلحة الى السعودية “غير مقبول”، بحسب استطلاع اجراه معهد “يوغوف” للابحاث.

ونشرت منظمة العفو الدولية الاثنين في صحيفة “ليبيراسيون” الفرنسية اعلانا على صفحة كاملة يظهر قدمي شخص تم اعدامه، داعية ماكرون الى طرح قضية حقوق الانسان خلال لقائه ولي العهد السعودي.

وفي دراسة نشرت الاثنين، اعلن مرصد التسلح “اوبسارم” والفدرالية الدولية لحقوق الانسان وجود “نحو خمسة عشر دليلا على استخدام التحالف العربي بقيادة السعودية اسلحة فرنسية” في اليمن.

ويشير التقرير الى ان “الطلبيات السعودية لشراء الاسلحة شهدت فورة في السنتين اللتين سبقتا النزاع: 1,9 مليارات يورو في 2013 و3,3 مليارات يورو في 2014 بعدما كانت قيمتها تتراوح بين 600 و800 مليون يورو”.

وكانت منظمات غير حكومية طرحت أسئلة على الرئيس الفرنسي على خلفية بيع اسلحة فرنسية الى السعودية التي تواجه اتهامات بانها تستخدمها ضد المدنيين في اليمن حيث يخوض التحالف العربي بقيادة السعودية حربا ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من طهران.

وادت الحرب الى مقتل اكثر من 10 آلاف شخص منذ 2015، ووصفتها الامم المتحدة بانها “اسوأ ازمة انسانية في العالم”.

كما اغتنمت منظمات اخرى زيارة ولي العهد السعودي للتنديد بانتهاك حقوق الانسان والصحافة التي تتهم بها المملكة، فيما ذكّرت منظمة العفو بان “السعودية تحتل المرتبة الثالثة على قائمة اكثر الدول اعداما للسجناء”.

وكان مساعدو ماكرون وبن سلمان شددوا قبل الزيارة على ان الروابط الثقافية كما والفرص الجديدة للتعامل التجاري بين القطاعين العام والخاص في البلدين ستكون محور المحادثات في الزيارة التي تستمر ليومين.

وكانت الهيئة العامة للترفيه في السعودية اعلنت في شباط/فبراير انها ستقيم اكثر من خمسة آلاف مهرجان وحفل موسيقي في 2018، وانها ستقوم بضخ 64 مليار دولار في القطاع على مدى العقد المقبل.

ويأتي الاعلان عن مشاركة السعودية في مهرجان كان بعد تناول الامير محمد بن سلمان خلال زيارته للولايات المتحدة العشاء مع قطب الاعلام روبرت مردوخ وعدد من أصحاب الاستوديوهات والممثلين بينهم مورغان فريمان، بحسب مجلة “هوليود ريبورتر”.