- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

صواريخ ترامب لن تغير قواعد اللعبة

نجاة شرف الدين

لم يستطع وزير الدفاع الاميركي جيمس ماتيس شراء مزيد من الوقت لتأجيل الضربة تجاه مواقع في سوريا ردا على اتهام النظام السوري باستخدام الأسلحة الكيميائية في دوما ، وهو كان لفت يوم الاثنين الماضي الى ان النقطة التي يجب التنبه لها هي لماذا لا يزال استخدام الأسلحة الكيميائية مستمرا في سوريا في الوقت الذي كانت فيه روسيا الجهة الضامنة لإتلاف كل هذا السلاح هناك”. ماتيس الغير متحمس للضربة والذي كان يعول على اجتماع مجلس الامن الدولي لتأجيل الضربة ، عاد وقدم مجموعة من المقترحات للرئيس دونالد ترامب قائلا ردا على سؤال “نحن جاهزون لتقديم خيارات عسكرية عدة إذا رأى الرئيس أنها ضرورية”.
في اي حال ترامب لم ينتظر ماتيس وسبقه بتغريدة رفعت سقف التوقعات وجعلت من الصعب الذهاب الى موقف متراجع عندما قال ” تعهدت روسيا بضرب جميع الصواريخ الموجهة إلى سوريا. استعدي يا روسيا لأنها قادمة وستكون جميلة وجديدة وذكية! عليكم ألا تكونوا شركاء لحيوان يقتل شعبه بالغاز ويستمتع بذلك”.
ترامب الذي يحاول ان يكون نقيض الرئيس السابق باراك اوباما في خياراته من الاتفاق النووي الايراني وصولا الى القيام بخطوات وعدم التراجع عن الخطوط الحمر عندما يحددها كما فعل اوباما مع سوريا عند تسليم الأسلحة الكيميائية ، يحتاج ايضا الى من يساعده على عقلنة خياراته لا سيما ان اي خطوة سيلجأ اليها سيحاول من خلالها الابتعاد عن اي مواجهة اميريكية روسية مباشرة ولذلك تم استبعاد قاعدة حميميم من الاهداف المحددة .
في المقابل الرد الروسي جاء هادئا رغم حدّته حيث دعت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إلى ضرورة أن تستهدف “الصواريخ الذكية” التي يتحدث عنها ترامب في تغريدته الإرهابيين وليس الحكومة الشرعية التي تحارب الإرهاب الدولي على أراضيها على مدى عدة سنوات. كما وجه السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبكين رسالة مفادها ان روسيا سترد ليس فقط على الصواريخ بل وعلى مصادر اطلاقها . هذه الردود الروسية وتسمية تغريدة ترامب بدبلوماسية تويتر التي لن يتم الرد عليها لم تمنع من بقاء قنوات التواصل العسكرية والأمنية والتي تضمن قواعد العمل في سوريا المتفق عليها بين الجانبين .
روسيا التي تملك القرار السيادي في سوريا عبر الغطاء الجوي والقواعد العسكرية حاول رئيسها ابعاد اسرائيل عن الضربة الاميركية المُحتملة عبر الاتصال برئيس وزراءها بنيامين نتانياهو ودعاه الى تجنب اي خطوات قد تزيد من زعزعة الاستقرار في سوريا وتهدد أمنها .هذا الاتصال يأتي بعد ايام قليلة على استهداف اسرائيل لمطار تيفور والذي أدى الى مقتل عدد من الإيرانيين ولم يتم الرد على هذه الضربة من اي طرف .

على الرغم من ارتفاع أصوات قرع طبول الحرب وتصاعد المواقف الدولية لا سيما من رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي ابدت استعداد بريطانيا للمشاركة في الضربة من دون أخذ موافقة البرلمان البريطاني ، وعلى الرغم من التصعيد الترامبي باتجاه الرئيس السوري بشار الاسد ، الا ان القرار بتغيير قواعد اللعبة لم يتخذ بعد خاصة بعد كلام ترامب الأخير حول الانسحاب من سوريا وتصحيح الموقف من قبل البنتاغون الذي وضعه في خانة القضاء على داعش وبالتالي فان اي صواريخ او ضربة لن تشكل تحولا في مسار الميدان في سوريا وفي اللعبة العسكرية والسياسية التي رسم ملامحها لقاء الرؤساء الثلاثة في تركيا فلاديمير بوتين ورجب طيب اردوغان وحسن روحاني …