- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

عوزة عدة بلدات جنوبية إلى حضن النظام السوري

قبلت عدة بلدات وقرى كانت خاضعة لسيطرة مسلحي المعارضة في سوريا بسيادة الدولة يوم السبت فيما انهارت خطوط دفاع المسلحين في مناطق من جنوب غرب البلاد تحت وطأة قصف مكثف تقول الأمم المتحدة إنه أجبر 160 ألفا على الفرار.

قوات موالية للرئيس السوري بشار الأسد في قرية الغارية الغربية في مدينة درعا السورية في صورة لرويترز حصلت عليها من وكالة سانا يوم 30 يونيو حزيران 2018. . لم تتمكن رويترز من التأكد بشكل مستقل من صحة هذه الصورة أو محتواها أو موقعها أو تاريخها.

وكان الجنوب الغربي من أولى المناطق التي انطلقت منها احتجاجات مناهضة للرئيس السوري بشار الأسد. وهزيمة المعارضة هناك لن تترك سوى معقل واحد لها وهي محافظة إدلب على الحدود مع تركيا في الشمال الغربي.

والتقى مسلحون من المعارضة بمفاوضين روس يوم السبت في محاولة للتوصل إلى سلام في محافظة درعا التي تقع فيها أغلب المناطق التي يسيطرون عليها في الجنوب الغربي لكنهم قالوا إن تلك المحادثات فشلت. وموسكو هي أقوى حليف للأسد ومكنته قوتها الجوية منذ عام 2015 من استعادة السيطرة على مناطق واسعة من البلاد.

وتفاوضت مجموعات محلية في عدة بلدات سيطر عليها الجيش في الأيام الماضية على اتفاقات استسلام بشكل مستقل عن غرف عمليات المعارضة الرئيسية بعد تعرض بلداتهم لغارات مكثفة.

وقال مسلحو المعارضة إنهم استردوا عدة بلدات وقرى كان الجيش قد سيطر عليها في وقت سابق يوم السبت ورغم ذلك فإن مجمل ما خسروه من أراض ضخم.

وبث التلفزيون الرسمي لقطات من داخل بلدتي داعل والغارية الغربية أظهرت سكانا وهم يهتفون بشعارات موالية للأسد. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المقرب من المعارضة ووحدة الإعلام الحربي التابعة لحزب الله إن العديد من البلدات والقرى الأخرى قبلت أيضا العودة لسلطة الحكومة.

وقال مسلحون من المعارضة إن معارك ضارية ما زالت دائرة في المنطقة المحيطة بمدينة درعا قرب الحدود مع الأردن حيث يحاول الجيش السيطرة على قاعدة جوية غير مستخدمة فيما لا يزال الجزء الشمالي الغربي من محافظة درعا تحت سيطرة المعارضة.

وأضاف المرصد أنه بعد إخفاق محادثات السلام يوم السبت شنت طائرات حربية موجة جديدة من الغارات على بصرى الشام والنعيمة ومناطق أخرى يسيطر عليها مسلحو المعارضة مما أدى إلى سقوط قتلى ومصابين ووقوع أضرار.

وقال إن هجوما أسفر عن سقوط ما لا يقل عن عشرة قتلى من بينهم خمسة أطفال في بلدة السهوة شرقي درعا ليرتفع عدد المدنيين الذين قُتلوا في الهجوم منذ تصاعد القتال في 19 يونيو حزيران إلى 126 شخصا.

يأتي هجوم الجيش في الجنوب الغربي بعد استسلام جيوب لمقاتلي المعارضة قرب حمص ودمشق، منها الغوطة الشرقية التي استعادت القوات الحكومية السيطرة عليها عقب هجوم اتبع أسلوب الأرض المحروقة وراح ضحيته أكثر من ألف مدني ودمر عددا من البلدات.

وقد يؤدي القتال في الجنوب الغربي لمزيد من التصعيد بسبب قرب المنطقة من إسرائيل التي استهدفت من قبل مقاتلين مدعومين من إيران يحاربون إلى جانب الأسد وتعهدت بإبقائهم بعيدا عن حدودها.

ويركز هجوم القوات الحكومية حتى الآن على محافظة درعا التي تقع على الحدود مع الأردن ولا يشمل محافظة القنيطرة على الحدود مع مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.

وجنوب غرب سوريا بأكمله جزء من ”منطقة خفض التصعيد“ التي اتفقت عليها روسيا والولايات المتحدة والأردن العام الماضي. ورغم تهديدات واشنطن بالرد على انتهاك هذا الاتفاق فإنها لم تبد إشارة على فعل ذلك واتهمها كبير مفاوضي المعارضة يوم الخميس بعقد ”صفقة خبيثة“ حتى تلزم الصمت.

وأعلنت متحدثة باسم الحكومة الأردنية في ساعة متأخرة من مساء يوم السبت إن الجيش بدأ في تسليم مساعدات إنسانية لآلاف النازحين السوريين الذين لجأوا لمنطقة قرب الحدود.

وعقد مفاوضون من المعارضة اجتماعات مع روسيا في محاولة للتوصل لاتفاق يشمل عودة محافظة درعا بأكملها لسيادة الحكومة لكن دون دخول الجيش أو الشرطة للمنطقة.

لكن متحدثا باسم المعارضة المسلحة قال إن المحادثات التي جرت في بصرى الشام انهارت يوم السبت إذ رفض مقاتلو المعارضة شروط روسيا المطروحة لاستسلامهم.