قالت صحيفة «هآرتس»، الثلاثاء، إن وثيقة «خاصة وسرية» من مكتب الرئيس السوري بشار الأسد سربتها منظمة قراصنة الإنترنت «أنونيموس» عن “تعاون بين سوريا وأسطول حرية يحمل مساعدات لقطاع غزة الذي يخضع للحصار الإسرائيلي”.
وأضافت أنها حصلت على الوثيقة المؤرخة يوم 11 آب/ أغسطس العام 2010 وأرسلها النائب البريطاني السابق جورج غالوي إلى مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان.
ووفقاً للصحيفة الإسرائيلية فإن «أنونيموس» هاجمت منظومة البريد الإلكتروني في وزارة شؤون الرئاسة السورية ليلة الأحد – الإثنين الماضية واخترقت 78 صندوق بريد الكتروني لمستشارين ومساعدين للأسد مستخدمين كلمة السر “12345”.
ومن بين المراسلات التي كشفها «أنونيموس» وقالت «هآرتس» إنها حصلت عليها، كانت الوثيقة التي بعثها غالوي، المعروف بمناصرته للقضايا العربية ويرأس منظمة «تحيا فلسطين»، تحت عنوان «هام وخاص وسري»، إلى شعبان، طالباً مساعدة سوريا في تنظيم قافلة بحرية لكسر الحصار عن غزة.
وكتب غالوي “إنني أكتب إليك مجدداً طالباً تعاون سوريا رغم أني لا أشك فيه للحظة، فسوريا هي، كما أقول في أحيان متقاربة، الحصن الأخير للكرامة العربية”.
وأضاف أن سفن “القافلة ستبحر في 18 أيلول/ سبتمبر من لندن والدار البيضاء والخليج ونريد أن نلتقي في اللاذقية والإبحار منها إلى العريش”.
وشملت رسالة غالوي قائمة المنظمات التي ستشارك بالقافلة وبينها منظمة الإغاثة الإنسانية التركية (IHH) التي نظمت أسطول الحرية التركي الذي تعرض لهجوم الجيش الإسرائيلي وقُتل فيه 9 نشطاء أتراك.
وتابع غالوي «نعتزم أن تبحر السيارات والمسافرين إلى العريش على متن السفينة مافي مرمرة التي تملكها IHH كما تعلمين»، مضيفاً أنه “إذا وافق الرئيس الأسد وحكومته على الإقتراح بشكل مبدئي فإنه ربما تتمكنون من تعيين أشخاص يكون بإمكاننا تنسيق التفاصيل معهم”.
وأطلع غالوي شعبان على ناشطين في «تحيا فلسطين» المسؤولين عن القافلة، وهما كيفين أوفندون، وزاهر بيراوي.
ونقلت «هآرتس» عن جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك” أن بيراوي هو ناشط في حركة “حماس” ويميل للإخوان المسلمين ويسكن في بريطانيا ويشارك بأنشطة مناهضة لإسرائيل بشكل مكثف، بينما أوفندون هو ناشط بريطاني «يساري متطرف» وشارك في أسطول الحرية التركي.
وقالت «هآرتس» إنه بعد ثلاثة أيام أجابت شعبان على رسالة غالوي، وكتبت أنه “لشرف لي أن أكون جزءاً من هذا النشاط.. وستجدني سعيدة في بذل جهد من أجل المساعدة بالهدف الأهم في القرن الـ21”.
ورد غالوي على رسالة شعبان بالقول “عرفت أنه بإمكاني الإعتماد عليك وعلى الدولة العربية الأخيرة في هذه الحملة التاريخية، وأطلب أن يجري مسؤولون رسميون في دمشق واللاذقية اتصالاً معنا قبل وصولنا إلى سوريا”.
وأشارت الصحيفة إلى أن القافلة خرجت من ميناء اللاذقية في 18 تشرين الأول/ أكتوبر العام 2010 من دون «مافي مرمرة»، ووصلت إلى ميناء العريش المصري بعد ثلاثة أيام، ومن هناك واصلت الطريق قافلة برية شملت عشرات السيارات وبمشاركة مئات النشطاء إلى قطاع غزة.
وذكرت الصحيفة أن أجهزة الأمن المصرية التابعة لنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك منعت في البداية دخول غالوي و16 ناشطاً إلى غزة، لكن في نهاية المطاف اضطرت السلطات المصرية السماح للقافلة كلها بالدخول إلى القطاع بعد اتصالات بين حكومتي مصر وسوريا.
وقالت «هآرتس» إن مراسلات أخرى تمكنت «أنونيموس» من كشفها بعد اختراق صناديق البريد بوزارة شؤون الرئاسة السورية تتعلق بالإعداد للمقابلة التي أجرتها الصحافية الأميركية باربرة وولترز مع الأسد في 7 كانون الأول/ ديسمبر الماضي.