- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

نتنياهو… والخطوة “التافهة”!

فادي أبو سعدى*
ما أن أنهى الرئيس عباس خطابه لشعبه، حتى خرج نتنياهو على الفور بتصريح مفاده “بأن السلام لن يتحقق بتوجه القيادة الفلسطينية التافه وأحادي الجانب إلى الأمم المتحدة”، وهو تصريح سمعناه كثيراً لكن هذه المرة مع بعض الإضافات التي يأبى نتنياهو إلا أن يزيدها، ليضيف إلى مآزقه، مأزقاً جديداً.
فلو كان هذا التوجه “تافهاً” لماذا وضعت الخطط العسكرية لمواجهتنا على الأرض؟ ولأي سبب تم تدريب وتسليح المستوطنين لما سموه “بذور الصيف”؟ وعلى أي أساس دربت الكلاب لمهاجمة النساء والأطفال؟ وتحت أي ذريعة جهزت الخنازير البرية لتعيث بأرضنا فساداً؟.
المضحك المبكي في تصريح نتنياهو هو حديثه عن رص الصفوف بين القيادة الفلسطينية وحركة حماس، بينما فتح وحماس لم يتقاربا بعد، حتى أن حماس والجهاد الإسلامي كذلك سخرتا إلى حد كبير من خطاب الرئيس، معتبرين أنه خطاب للتنظير فقط، بينما هناك الكثير من النقاط مثار تساؤل!
تصريح نتنياهو كذلك تحدث عن المفاوضات التي سئمها حتى الطفل الفلسطيني، كونها استمرت عقدين من الزمان دون أن تأتينا بشيء بالمطلق، وها هو الحال على الأرض من سيء إلى أسوأ، بينما يتهمنا بالتهرب من الاتفاقات المبرمة، رغم أن الجانب الفلسطيني نفذ حتى السيء منها. كيف لا يكون هو الطرف المعطل لأي شيء!
لسنا نخاف تهديدات إسرائيل فحتى أمثالنا الشعبية الفلسطينية قالت “أكثر من القرد الله ما سخط”، ما يعني بأننا لسنا بانتظار جديد من الاحتلال الإسرائيلي، فقد جربنا معهم على مدار عشرات السنين كل ما هو ممكن، عسكرياً، وسياسياً، واضطهاداً وعنصرية، حواجز وجدران، اغتيالات واعتقالات، وكل ما قد يخطر على بال أحد.
والأكثر من ذلك، بأننا لا نملك ما نخسره، سواء من ذهابنا إلى الأمم المتحدة، أو مجلس الأمن أم بدون ذلك، لكن ما يجري الآن، بأننا نحن من يملك الورقة الرابحة، ورقة الضغط التي تحاربها الولايات المتحدة وإسرائيل وكل من يقف إلى جانبهم وجانب سياساتهم، وبالتالي فالتراجع عن ذلك باهظ الثمن.
على نتنياهو حل مشاكله الداخلية أولاً، سواء التظاهرات الشعبية الإسرائيلية التي يواجهها ضد غلاء الأسعار والسكن، أو مشاكله الخارجية التي تتصاعد من تركيا، إلى مصر، والأردن أخيراً، قبل التوجه بنصائح لنا، وعليه البحث عن طرق أخرى لمواجهتنا بدل إطلاق تصريحات “تافهة” بحقنا أو بحق أشقائنا وأصدقائنا من دول وشعوب، فنحن أصحاب حق، وسنبقى نحارب للحصول عليه أبد الدهر، دون الالتفات لنتنياهو أو غيره!
صحافي ومدوّن فلسطيني ــ رام الله