استأنف رئيس الوزراء الباكستاني، يوسف رضا جيلاني، التهمة الموجهة إليه بمخالفة قرارات المحكمة العليا لعدم تلبيته طلبها تحريك دعوى قضائية في سويسرا ضد الرئيس آصف علي زرداري بتهمة اختلاس اموال، فيما ستوجه المحكمة العليا التهمة رسمياً الاثنين الى جيلاني خلال جلسة استدعته اليها.
ويواجه جيلاني عقوبة السجن ستة اشهر مما سيجبره على الاستقالة، على الرغم من أنه ليس متورطاً بشكل أساسي في «قضية الحسابات السويسرية» لزرداري غير أنه رفض ملاحقة رئيس الدولة عليها.
وسيزيد توجيه التهمة الى جيلاني من ضعف موقع رئيس الدولة الذي لا يحظى بشعبية في بلاده، وقد يقود الى تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة. ولطالما تذرع جيلاني بحصانته القضائية كرئيس للحكومة، غير أن المحكمة رفضت ذلك.
وقال مسؤول كبير في المحكمة العليا طلب عدم كشف عن اسمه، إن «المحكمة العليا تلقت استئنافاً»، فيما برر محامي جيلاني اعتزاز احسان، الاستئناف بالاشارة الى ان «اكثر من 50 ملفاً وطنياً ودولياً» تنظر فيهم محاكم عليا في استراليا وبريطانيا وفرنسا والهند والولايات المتحدة أكدت على حصانة رؤساء الدول.
وكانت المحكمة العليا ألغت في 2009 مرسوماً بالعفو العام صدر في 2007 ويحمي زرداري من الملاحقات خصوصاً في قضية اختلاس مفترض لاموال عامة في التسعينات تم تحويلها الى مصارف في سويسرا.
وبعد ذلك اصدرت المحكمة أمراً للحكومة بأن تطلب من القضاء السويسري اعادة فتح الملاحقات القانونية وهو ما لم تقم بها.
ويزيد حزم المحكمة العليا من صعوبة موقف رئيسي الدولة والحكومة اللذين لا يتمتعان بالشعبية والمتهمين بالفساد وسوء الادارة وهما يواجهان نقمة متزايدة من قبل الجيش الواسع النفوذ، وذلك في ظل ازمة اقتصادية حادة.
وتتابع القوى الغربية تطور الوضع السياسي في باكستان عن كثب لانها القوة العسكرية النووية الوحيدة في العالم الاسلامي ولانها تشهد موجة من الهجمات الدامية ينفذها اسلاميون متطرفون بينما اصبحت مناطقها القبلية المعقل الرئيسي لتنظيم القاعدة في العالم والقاعدة الخلفية لطالبان افغانستان.