- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الشجار الاميركي التركي في الصحافة العربية !

نقطة على السطر

بسّام الطيارة

بالطبع أميركا لا يمكن «إلا الاهتمام بما يحصل معها» داخلياً كل عربي له رأي بترامب وسابقاً بأوباما يهتم العرب بكل شاردة وواردة وواردة تحصل في أميركا يبكون لمقتل سلحفاة صغيرة على شواطئ كاليفورنيا ويحتجون على معاملة اللاجئين المكسيكيين وعلى إقامة حائط على الحدود بموازاة ريو غراندي… ينسون الحائط الذي بنته ايسرائيل لاغتصاب الأراضي وحائط السيسي الذي يحاصر غزة، يعاملون اللاجئيين السوريين وغيرهم معاملة جفة لا تليق بالانسانية …هذا اذا استقبلوا لاجئيين …ويحتجون على عدم استقبال أوروبا للاجئين …تعلموا عادة إشعال الشمعات معتبرين هذه العادة حضارة وحداثة… ولا يصرفون ثمن شمعة واحدة على فقراءهم…!

شجار أميركي تركي لا يتركهم من دون أي ردة فعل.

بالطبع تركيا دولة مهمة شرق أوسطياً أي في المحيط العربي المتوسطي وازدادت أهمية دورها السياسي بعد اندلاع الثورة في سوريا والدور الذي لعبته وتلعبه في الحرب الدائرة على الأراضي السورية. من هنا الاهتمام بما يحصل بين الحليفين في الحلف الأطلسي.

اهتمام الصحافة العربية بهذا الشجار بين حليفين قويين وتعليقاتها هي تجاوب مع «قراء» وسائلها الإعلامية. وكما يعلم الجميع فإن القراء في العالم العربي منقسمين إلى قسمين: «مع وضد».

هل من الضرورة شرح مع من وضد من لفريق … وبالتالي ضد من ومع من للفريق الثاني؟

لا توجد ضرورة الشرح في هذه الحالة لأن الشجار جاصل بين … حليفين في خندق واحد بالنسبة لأحد الفريقيين العربيين!

ولكن الاهتمام مبني على أمنيات دفينة لدى الفريقين: فريق رأي أن تركيا بدأت تخالف مواقفها الأولى بالنسبة لصراعات متعددة (سوريا بشكل خاص وتقرب من قطر) ويود أن يكون تصرف اميركا-ترامب وسيلة لعودتها إلى بيت الطاعة. تقول موناليزا فريحة في النهار اللبنانية عن تصرف الرئيس الأمريكي بأنه يستخدم العقوبات الاقتصادية “أداة مدمرة في مواجهة خصومه، لا مجرد وسيلة ضغط لإجبارهم على تقديم تنازلات أو الجلوس إلى طاولة المفاوضات”. وفي ذلك تلويح مباشر إلى الأهداف الأميركية في تركيا.

الفريق الأخر يحمل تمنيات «كشف نوايا أميركا» فيقول عبد الباري عطوان، رئيس تحرير رأي اليوم الإلكترونية اللندنية،« لا تقل خطورة عن الانقلاب العسكري …. إن لم يكن أخطر».ويرى أن السلوك الأمريكي تجاه تركيا “طعنة … يجب أن تكون درساً لكل الذين يراهنون عليها كصديق وحليف»، ويتابع بأن ما يجري هو بشكل«.. مكافأتها بهذه الطعنة المسمومة”.

التمنيات كثيرة : صالح عوض في الشروق الجزائرية، يرى «أن ما يحدث لتركيا هو امتداد للصراع مع الاستعمار الغربي».

أما في صحيفة الشرق الأوسط السعودية اللندنية،كتب عبد الرحمن الراشد بشكل تساؤل «هل تجرؤ الحكومة التركية على المواجهة مع الولايات المتحدة؟». ويجيب بأنه «أمر مستبعد». في نفس الصحيفة يكتب مشاري الذايدي أن الخلاف بين أردوغان وترامب «ليس محصوراً بقصة القس الأميركي المسجون بتركيا»، ويتابع بأن مضمون الشجار هو » انزياح أردوغان بدولة تركيا نحو المعسكر المعادي لواشنطن»، ويذهب ليذكر بأن ««تحديات أردوغان ورجاله للعقوبات على إيران شكلاً صارخاً من أشكال التحدي الأجوف».

وفي جريدة عكاظ السعودية، يضع رامي الخليفة العلي اصبعه على محرك الشجار فيعتبر أن«أن الأزمة الاقتصادية في تركيا مُركّبة» وأنها «نتيجة تراكمات»…ويرى أن «تركيا تغيّرت في السنوات الأخيرة».

أما صحيفة الشرق القطرية فجاء قلم عبد العزيز أل إسحاق،بأن« وقوف قطر مع تركيا شعباً وحكومة في ما تتعرض له من ضغط اقتصادي بات واجباً،لأنه يرى أن المصالح مشتركة والمصير بات «مشتركاً”.

للتذكير: في تركيا قاعدة عسكرية أميركية وفي قطر أيضً قاعدة عسكرية أميركية وكذلك في السعودية… ويقال أيضاً على حدود الجزائر مع مالي وفي الأردن وفي ليبيا  على الحدود المصرية… وفي شمال سوريا وفي البحرين… التسلسل غير جغرافي لأنه شامل.

هذا لا يمنع العرب من الاهتمام بما يحصل بعيداً عن أراضيهم وأوطانهم.