بيروت ــ «أخبار بووم»
في بادرة مفيدة لتوسيع دائرة الإفادة من الكتابات الاستراتيجية والفكرية الهامة، قام مركز دلتا للأبحاث المعمّقة في بيروت بترجمة ثلاثة أبحاث للكاتب اللبناني محمود حيدر خرجت في ثلاثة كتيبات باللغتين الانكليزية والفرنسية. يحمل الكتاب الأول عنوان «ميتاستراتيجيا حزب الله التبصر الخلقي كمكوّن لثقافة المقاومة والترجمة هنا فرنسية» Meta-strategie du Hezbollah.
يقول في تعريفه الكاتب “لو كان لنا توصيف إجمالي لمعنى المواجهة بين المقاومة في لبنان ودولة الاحتلال الإسرائيلي، لجاز القول إنها في أحد تعبيراتها مواجهة تستعيد الكثير من الأبعاد الأخلاقية لمفهوم الحرب. ففي الأعم الأغلب دلّ تاريخ الحروب، وحروب منطقتنا بوجه مخصوص على احتجاب هذه الأبعاد”.
يرى حيدر أنه «من معاينة إجمالية لتجربتها، وجدنا كيف أن المقاومة الإسلامية أفلحت في تظهير العامل الأخلاقي على غير مستوى: في المواجهات العسكريّة والسياسية، وفي إدارة المجتمع الأهلي، وفي إعادة الاعتبار إلى التخلّق كمكوّن أساسي في استراتيجيات الحرب». وفي تعريفه يوضح حيدر «أن هذا البحث الذي نقدّمه للقارئ بترجمته الفرنسية يضيء على واحدة من أبرز الإشكاليات المعرفيّة والثقافية والسياسية، التي ظهرت خصوصياتها عبر تجربة المقاومة الإسلامية في لبنان».
وفي مقدمة بحثه المترجم الى الفرنسية أيضاً عن «لاهوت التقارب» La Theologie du rapprochement الذي يتناول رؤية المسيحية الكاثوليكية المعاصرة إلى الحوار مع المسلمين، يوضح محمود حيدر أن «هذه الدراسة تسعى إلى انجاز تصور إجمالي حول رؤية الكنيسة المسيحية الكاثوليكية للإسلام والمسلمين، انطلاقاً من عقيدة الخلاص». ويعرض الكاتب في هذا الكتاب المؤلف من نحو 55 صفحة «حركة التأويل التي شهدتها الكنيسة حول عقيدة الخلاص، خصوصاً لجهة العلاقة مع الأديان الأخرى وما اذا كان أتباعها سينالون نعمة الخلاص في شخص السيد المسيح».
أما البحث الثالث وهو بعنوان «الحراك الجيوـ ستراتيجي لإيران ـ الخليج كمجال احتدام»،The active role of the iranian geo-strategy والذي صدرت ترجمته الانكليزية في نحو خمسين صفحة، يسلط الضوء على النظام الإسلامي في إيران والتحولات التي شهدها هذا البلد منذ ثورته في العام 1979.
ويقول الكاتب في هذا الاطار إن «الكلام على حاضرية إيران داخل الفضائين الإقليمي والدولي، ليس وقفاً على ما تظهر عليه صورتها الراهنة، بل هو يعود إلى لحظة التحول التي شهد فيها العالم سقوط الملكية وقيام الجمهورية الإسلامية بقيادة الإمام الخميني في العام 1979».
وحيدر صحافي عريق يرأس حالياً مركز دلتا للأبحاث الاستراتيجية، وله العديد من الكتب السياسية والاستراتيجية والأبحاث الفكرية المعمّقة، ومقالات دورية في صحف ومجلات لبنانية وعربية. كما عمل مراسلاً حربياً الى جانب الشهيد ابو عمار في زمن خروج منظمة التحرير من بيروت عام 1982.
ويعكف مركز دلتا للأبحاث المعمّقة على ترجمة العديد من الأبحاث والكتب الهامة الى اللغتين الأكثر رواجاً في لبنان والعالم العربي.